تهديدات واشنطن الفارغة

 

 

واهم من يظن أن الهجمة الدعائية المتواصلة على إيران هي بفعل جنون ترامب، بل هي سياسة غطرسة للإدارات الأمريكية المتعاقبة وصراع تمتد جذوره إلى يوم نجاح الثورة الإيرانية حيث تتصاعد أهميته ربطاً بالمتغيرات الدولية وتصنيف الدول بين عدو أو تابع لأمريكا بهدف تحويل الشعوب إلى عبيد من خلال السيطرة على منابع النفط والثروة.
لهذا يأتي الرهان الأمريكي في إخضاع إيران واستسلامها للإرادة الأمريكية عبر فرض عقوبات، لكن هذا الرهان يندرج في إطار الأهمية العظمى للحسابات الأمريكية ولإدراك واشنطن أن إيران وحلفاءها ولما لها من الأهمية العظمى للحسابات الأمريكية تقف سداً منيعاً في وجه السعي الأمريكي إلى قيادة العالم والتحكم بثرواته.
ومع أن المواجهة مع إيران والتي باتت في ذهن الأمريكي مسألة استراتيجية عليا وقضية يترتب على نتائجها تحديد وجهة العلاقات الدولية وموقع أمريكا فيها، إلا أن المأزق الأمريكي اليوم بات أكبر من المتوقع بعد فشل ترامب بحربه الاقتصادية في جرّ إيران إلى طاولة التفاوض والاستسلام له مع ما تملكه من العنفوان والقوة، ناهيك عن مخاوف الأمريكي من الدخول في حرب لا تحمد عقباها بعد أن فشل في تحقيق النتائج المرجوة ولا سيما أن ترامب يدرك أن مسألة الحسم وفرض الاستسلام على إيران ليس سهلاً بل على العكس سيغرق أمريكا وأتباعها في حرب استنزاف لا تنتهي.
الإدارة الأمريكية تحاول الرقص على حبال قرع طبول الحرب ضد إيران من استعراض عسكري لعلّه يروي ظمأ الحالمين برؤيته وليهرعوا إلى سداد فواتير تحريكه فيما تتكشف حلقات التمثيلية المثيرة للسخرية من جرّ قوات ترامب إلى المستنقع الإيراني، وبالتالي لم يجد الأمريكي ما يبلسم جراحه إلاّ أموال البترو دولار.
لا شك أن إيران وما تملكه من براعة في إدارة المواجهة مع واشنطن ربحت في تجنيب المنطقة حرباً تدميرية، ولهذا لم يتبقَّ لدعاة الضعف والارتهان الذين يلهثون وراء حروبهم الفاشلة إلا الخسائر المادية والمعنوية على شتى الصعد ولن تسعفهم قمم تعقد لتحشيد الحروب بعد أن باتوا أعجز من أن يدخلوا حرباً منتصرة.

 

عائدة عم علي
التاريخ: الأحد 26-5-2019
رقم العدد : 16986

آخر الأخبار
سوريا تشارك في الاجتماع العربي السابع للحد من الكوارث بخطة وطنية دمشق تُعيد رسم خارطة النفوذ..  قراءة في زيارة الشرع إلى روسيا الاتحادية وزير الطوارىء: نحن أبناء المخيّمات..نسعى لإعمار وطنٍ يُبنى بالعدل أوضاع المعتقلين وذوي الضحايا .. محور جولة هيئة العدالة الانتقالية بحلب بعد تحقيق لصحيفة الثورة.. محافظ حلب يحظر المفرقعات تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة التجربة التركية تبتسم في "دمشق" 110.. رقم الأمل الجديد في منظومة الطوارئ الباحث مضر الأسعد:  نهج الدبلوماسية السورية التوازن في العلاقات 44.2 مليون متابع على مواقع التواصل .. حملة " السويداء منا وفينا" بين الإيجابي والسلبي ملامح العلاقة الجديدة بين سوريا وروسيا لقاء نوعي يجمع وزير الطوارئ وعدد من ذوي الإعاقة لتعزيز التواصل عنف المعلمين.. أثره النفسي على الطلاب وتجارب الأمهات