في ظل ظروف الغلاء التي نعيشها والحاجة لكل شيء.. نبقى صامدين مدبرين لأمورنا مهما زادت الضغوط علينا…
يزداد المصروف العائلي يوماً بعد آخر لذلك كان لا بد لكل عائلة من دراسة جدوى اقتصادية تنقذ العائلة من الشح والحاجة.
أصبح اليوم بإمكان كل عائلة أن تعيش بنصف الكمية من المواد التي كانت تصرفها في سابقات الأيام، دفعها التقنين في كل شيء لذلك لنكتشف بأننا تربينا على أن شعور الشبع لا يأتي من اكتفائنا الفعلي للوجبة ولكن من تنوع الأصناف ليملأ العين قبل المعدة لنترك ثلاثة أرباع وجباتنا خلفنا.. بالنظر إلى الحفلات والولائم وحتى مطابخنا الصغيرة كم يزيد من وجباتها في حين يمكننا العيش بربع أو ثلث الأطعمة التي نرمي معظمها.
وللأسف هناك شريحة لا تزال ثقافتها الاجتماعية تسمي كثرة الأصناف والكميات كرماً، والمشكلة تكمن في أن الإسراف لدينا أصبح ثقافة اجتماعية والكرم منافسة غذائية..
والغريب أننا ننهى عن الإسراف ونحذر من نتائج الهدر ونسمع أحاديث وأحاديث عن فن الإدارة المنزلية ولكن النتائج تظهر العكس وما نراه غير ما نسمعه وخاصة مع بداية كل شهر حين استلام المعاشات تكتظ الأسواق وتنتعش النفوس لشراء المأكولات والاهتمام بالغذاء وتنتهي تلك الفورة بعد أيام قليلة لنعود ونتكلم عن التوفير والتقنين… ترى هل بقي لنا ما نقنن به.. مصروف – لباس – غاز – كهرباء….
ونتيجة ذاك الهدر والفوضى الغذائية والكرم المزعوم تزداد معاناة معظم تجمعاتنا السكنية خاصة العشوائية منها من مشكلة رمي القمامة ونعزو السبب لتقصير في خدمات البلديات في تلك المناطق.. لن أبرر ذاك التقصير في أحيان كثيرة ولكن في حال عدم قيام جهة ما بواجبها لا بد من التنبيه والتوضيح أن بإمكان كل منا المساهمة في حل تلك المشكلة وتصغيرها عوضاً عن التطبيل وانتظار حلول قد لا تأتي ولا نغفل أن هناك مشكلة في تصنيف نفاياتنا العضوية أو خفضها إلى الحد الأدنى وعدم التبذير بطعامنا ورمي الفائض الذي يمكننا الاحتفاظ به لوقت لا نجد به قوتنا وهذا يختلف عما يحدث في مجتمعنا المحلي حيث المهدر أكثر مما يؤكل، وما يرمى أكثر مما يُحفظ، خاصة في ظروفنا المعيشية والغلاء الذي يحيط بنا لا بد من الانتباه والتيقظ والإدارة الاقتصادية المنزلية.
لذلك علينا إعادة تعريف للكرم وفهم قصة حاتم الطائي تلك التي درسناها في صفوفنا الابتدائية والتي لم يقرأها جيلنا الجديد في صفحات كتبه أو قصص قصيرة وحتى لم يعطها فرصة لتظهر على صفحات تواصله الاجتماعي لذلك وجب علينا توضيح الفرق بين الكرم والإسراف ونتائجه السلبية على الأسرة والمجتمع صحياً ونفسياً واجتماعياً.
خلود حكمت شحادة
التاريخ: الأحد 20-1-2019
الرقم: 16889