دخلت كرتنا دهليز الأحلام من فرجة ضيقة في جدار الزمن، وسرعان ما خرجت من أوسع الأبواب، وما بين هذا وذاك استطالت الطموحات وتوسعت التطلعات وانعقد لواء الآمال على بطاح المنافسة، فحُشدت الطاقات وتضافرت الجهود وبُذلت حبات عرق كثيرة، وأُنفقت الأموال.. لكن النهائيات الآسيوية كانت على عهدها السابق أبداً، فلا تتجاوز كرتنا الدور الأول، ولا تكسر قاعدتها، بل تكون في سرب المغادرين وفي الطليعة تحديداً.
وعلى الرغم من أن النتائج الرقمية وحدها المسؤولة عن الخروج المبكر من مولد الكأس القارية بلا حمّص، لكن للأداء أيضاً دوراً بارزاً ومهماً، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر باستمرارية وجود الخلل الدفاعي والوهن الواضح على خط الوسط، وتعدى ذلك إلى عقم هجومي وشبه عجز كامل عن طرق مرمى المنافسين؟! وماذا بعد ذلك؟!
ثمة هشاشة بنيوية في جسم رياضتنا عموماً وكرتنا على وجه الخصوص، من شأنها أن تضع منظومة العمل والسعي الدؤوب والجهود المبذولة والإمكانات المسخّرة نهبى للضياع والتشتت والتبدد، والبناء على هذه الأرضية الرخوة يعني بالضرورة التصدع ثم السقوط، فإن كانت إقالة مدرب المنتخب وتحميله مسؤولية تواضع الأداء وسوء النتائج، وهو يتحملها بالتأكيد، ردة فعل متوقعة من المعنيين بأمور كرتنا، لكن ذلك يعني أن تكون البداية لسلسلة من الإجراءات، ونقطة تحول لإعادة النظر في مضمون كرتنا وشكلها في آن معاً.
عقود من الزمن وخيبات كروية متتابعة، وبعد كل انتكاسة قليل من جلد الذات والحسرات، ثم طي الصفحة ونسيان الماضي وتعليق الآمال على مشجب المستقبل المجهول، والعمل بالمخزون ذاته من الأفكار والرؤى..؟!.
ما بين السطور
مازن أبو شملة
التاريخ: الأحد 20-1-2019
رقم العدد : 16889
التالي