حقاً إنه موسم المنخفضات، ليس فقط موسم المنخفضات الجوية التي تأتي بالخير والبركة من السماء، بل تعدى ذلك الى المنخفضات الاجتماعية أيضاً وبكافة أوجهها وألوانها وأشكالها الأخلاقية والوجدانية والإنسانية، والتي أضحت واقعاً نعيشه بكل تفاصيله المرة والموجعة.
.. وبين هذه وتلك أي بين المنخفضات الجوية ببردها القارس وصهيل رياحها المخيف .. وبين المنخفضات الإنسانية بجمرها الحارق وخوائها المحزن، يقضي كثير من أبناء هذا الوطن أيامهم الراكضة أمامهم في محرقة الزمن التي تلتهم كل اوجاعهم وأحلامهم.
ليس من باب التشاؤم، بل من باب المصداقية ونقل الواقع بكل أمانة ومسؤولية نقول إن الصورة قاتمة جداً وتحتاج الى تدخل عاجل وسريع لإعادة ضخ الدماء ودفق الحياة في الأرواح قبل الأجساد التي باتت خاوية من أي مظاهر للحياة.
وحدها تصريحات المعنيين والمسؤولين عن كثير من معاناتنا ورغم أنها أيضا تندرج تحت عنوان الانخفاض الشديد، انخفاض في البرودة وانخفاض في المصداقية وفي مستوى المسؤولية والأمانة، وحدها تلك التصريحات المريخية – كونها تناسب سكان كوكب المريخ – تزيد من وطأة جراحنا وأوجاعنا بدلا من أن تداويها وتطببها!!.
وكما واجهت أجسادنا وحوش الإرهاب طيلة سنوات الحرب الماضية بكل شجاعة وكبرياء وشموخ ستواجه منخفضات البرد القارس بلا مازوت وبلا غاز ودون كهرباء، وستواجه أرواحنا أيضاً كل المنخفضات الإنسانية، وسوف يحتضن كل واحد منهما الاخر ليدفئنا بنور الامل الذي يفيض عليهما صبراً وصموداً وإرادة بإكمال مشوار النصر حتى آخر دمعة أو قطرة دم فينا.
فواصل
فردوس دياب
التاريخ: الأحد 20-1-2019
رقم العدد : 16889
السابق
التالي