راتب واحد لا يكفي

في الزمن الصعب يد واحدة لا تصفق ، لذلك…فالمطلوب موظفة ذات دخل
يتكاثر مع تراكم السنوات و الخبرات ، في قطاع حكومي او خاص .. أو ذات مهنة تعمل في ظل بيتها خياطة و ربما كوافيرة .. لا يهم ، لتكون زوجة مستقبلية لموظف ذي دخل محدود، هدت قامة أحلامه الوردية تحديات مادية ، وهزت أركان جيبه المرتجف خوفا من غول غلاء ، فالحياة العصرية الملتهبة بددت طموحاته بحياة رغيدة رغم النحت في الصخر و مطاردة الرزق، ما أدى إلى تبديل نظرته النمطية لضلع قاصر بات قادرا من خلال المشاركة الفاعلة في الحياة و التمكين الاقتصادي ، لتكون الزوجة الموظفة أو العاملة عونا اجتماعيا و رديفا ماديا ، و اليد الثانية التي تصفق مع يد الزوج في لحن متكامل ، و سندا منيعا يحمي الأسرة إلى حد ما من الانتكاسات المادية ، و يصون ميزانيتها من الانهيارات .
في تبريرات منطقية يسوقها المقبلون على الزواج .. إن تكاليف الحياة لم تعد كزمن أبائنا و أجدادنا ، و التزام المرأة البيت لأداء دور الزوجة و المربية و القائمة بأعمال الخدمة المنزلية كأمهاتنا و جداتنا ، لم يعد يسمن و لا يغني من جوع .. فالزمن تبدل و تعددت مطالب الحياة، و تعقدت المسؤوليات على إيقاعات الحياة العصرية المتسارعة ، و بينما كانت الزوجة في زمن مضى تنتظر أن يجود عليها الزوج بعطاياه طعاما و كساء لها و للأولاد ، بات لزاما عليها هجر الأدوار الثانوية و العزوف عن الاعتكاف في الهوامش الضيقة ، و الترفع عن استنزاف العطاء، للمشاركة في تحمل المسؤولية و تقاسم دور البطولة المطلقة إلى جانب الزوج في تحمل الأعباء الحياتية ، لأن راتبا واحدا لا يكفي لمواجهة جنون الغلاء .
أمام متطلبات الحياة المتزايدة ، راتب الزوجة أصبح أكثر تعقلا في وجهات الصرف و الانفاق، و لم يعد كما قيل في أمثالنا الشعبية التي تقلل من قيمة عمل المرأة ، « اللي بتشتغل فيه السمرا بتحطه حق خطوط و حمرا» ، فبات يصرف على الأشياء الضرورية للمنزل و الأبناء ودراستهم.
البحث عن زوجة موظفة ليس صفقة تجارية كما يصفها البعض ، و لا من باب الاستغلال أو التخطيط للاستيلاء على راتب الزوجة ، بل باتت المشاركة المادية في المؤسسة الزوجية ضرورة ملحة للابحار نحو بر الأمان بأقل الخسائر من استدانة و قروض .
عين المجتمع
منال السماك

آخر الأخبار
سليمان لـ"الثورة": الذهب الأخضر بحاجة إلى استثمار أزمة المياه .. مؤشر خطير على عمق التحديات المائية.. لا عدالة بالتوزيع ولا رقابة على الأسعار طلاب التاسع يختبرون مهاراتهم في الإنكليزية.. والامتحان متوسط الصعوبة التحقق من المعلومات ..مسؤولية جماعية العرجاني لـ"الثورة": الأخبار الكاذبة كارثة اكتمال وصول الحجاج السوريين إلى أرض الوطن ندوة علمية لضمان استدامته.. النحل يواجه تحدياً بيئياً ومناخياً مشاريع إنسانية غزلتها بروح الحاجة.. العجة لـ"الثورة": التعليم هو المفتاح لإطلاق الإمكانيات احذروا " فوضى " الأدوية .. خطة رقابية جديدة وهيئة موحدة للمستوردين الاقتصاد الحر كيف سيدير المشاريع الصغيرة؟    امتحان اللغة العربية يختبر مهارات طلاب المعلوماتية الذكاء الاصطناعي في الإعلام.. بين التمكين والتحدي التحوّل لاقتصاد السوق الحر.. فجوة بين التعليم المهني ومتطلبات الاقتصاد الجديد وزير الاقتصاد يطرح رؤية سوريا للتعافي الاقتصادي في مؤتمر "إشبيلية" قلوب خرجت من تحت الأنقاض مازالت ترتجف... اضطراب ما بعد الصدمة يطارد السوريين في زمن السلم عادات موروثة خاطئة تتبعها نسوة في ريف إدلب لعلاج اليرقان الوليدي 16 مليون سوري بحاجة ماسة للمساعدة.. الأمم المتحدة تطلق نداءً عاجلاً الغاز يودع التقنين بعد إلغاء العمل بنظام "البطاقة الذكية" ضخ المياه من سدود طرجانو والحويز وبلوران باللاذقية  ألمانيا تقدم دعماً مالياً إضافياً لمبادرة "غذاء من أوكرانيا لسوريا"   بريطانيا تجدد التزامها بدعم العدالة وتعزيز سيادة القانون في سوريا