بين الرسم و«الكولاج»

ثمة إشكالية كبيرة ناتجة عن عدم قدرة بعض العاملين في الفن والإعلام على التمييز والتفريق، بين الرسم و«الكولاج». وبين الرسم ومعطيات الفنون الرقمية الحديثة، وقد وصل هذا الموضوع، مع بعض الإعلاميين، الذين حاوروني خلال إقامة معرض وندوة الاحتفاء بجبران خليل جبران، في دمشق وطرطوس، خلال العام الماضي، إلى أقصى حدود الالتباس والإشكال، فحين كنت أقول: إنني أركز على جبران لأنه العربي الوحيد، الذي جمع بين الرسم والكتابة، وحقق هذه الشهرة العالمية الواسعة، سرعان ماكان بعض الفنانين والإعلاميين يذكرون لي أسماء أخرى معروفة، معتبرين أنها جمعت بين الرسم والكتابة، وحققت شهرة عالمية، وكان ردي بأن بعض هؤلاء ينجزون أعمالاً «كولاجية» ليس فيها شيء من الرسم، بخلاف جبران، الذي درس الفن في باريس، في وقت متزامن مع ولادة تقنية «الكولاج» على يدي «براك» و«بيكاسو» ومع ذلك لم يتأثربها، ولم يعرها انتباهاً، وكان يمتلك ليونة وحيوية ورشاقة خط الرسم، التي يحدد الأشكال. وخاصة العناصر النسائية.
وهناك فروقات جوهرية بين من يقحم نفسه في عالم «الكولاج» بلا موهبة. فيقص ويلصق بطريقة ضعيفة، وبين من يدخله بموهبة. فيعرف كيف يوزع المساحات المطبوعة، وكيف يضيف عليها من إبداعه. خطوطاً وألواناً وتشكيلات فنية.
في الحالة الأخيرة يحضر «الكولاج» مع الرسم والتلوين والتشكيل، ويستحق صاحبه لقب فنان ورسام. أما الحالة الأولى، حالة القص واللصق بلا أدنى حدود الموهبة. فتوصلنا إلى لوحة إشكالية بامتياز.
والعمل الإشكالي، يعني أننا نشك بأن يكون صاحبه فناناً أو رساماً. وعلى هذا يصل البعض إلى أقصى حالات التجني على جبران خليل جبران الفنان، حين تتم المقارنة والمقاربة بينه وبين من يقدم لوحة «كولاجية» خالصة. ليس فيها خط ولا رسم.
رؤيـــــــة
أديب مخزوم
facebook.com adib.makhzoum
التاريخ: الأحد 20-1-2019
رقم العدد : 16889

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً