الثورة-منهل إبراهيم:
تؤكد الحكومة السورية في خطابها الجامع على الحالة الوطنية التي تجمع ولا تفرق، وتوحد الناس على حب سوريا، وتعزز الانتماء لها، وعلى التفاني في العمل لرفعتها وسيادتها، انطلاقا من أن رفعتها هي رفعة لكل فرد في المجتمع السوري على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم.
وتدعو الحكومة في جميع المناسبات واللقاءات إلى ترسيخ فكرة المواطنة كركيزة أساسية لبناء الدولة، ورفع قيمة الحالة الوطنية، وجعلها ورقة عمل يتحمل من خلالها المواطن السوري أعباء كبيرة في المجتمع، ويعمل على بنائه.
ومن المؤكد أن دعوات التفرقة والتقسيم والانفصال، حالات شاذة عن المجتمع السوري، ولا تليق بأي فرد كوطني سوري أن يحمل هذه الصفة ويكون نشازاُ، ومن الضروري والمنطقي أن يبتعد عن الدعوات المقيتة للتقسيم والفرقة، وله الحق بأن ينادي بحقوق المواطنة التي يتساوى فيها المواطنون جميعا دون تمييز، تحت سقف الدولة، ولا بد أن يكون حديثه وهتافاته ذات أهداف وطنية، ويعمل على إحياء الحالة الوطنية حتى لا تكون البلاد وليمة للفتن والأطماع الدولية.
ويعتبر الشعب السوري من أكثر الشعوب العربية في الغيرة الوطنية، وبحالته الوطنية الفريدة وبمعرفته الكاملة بموروثه التاريخي، يستطيع إسقاط جميع المفاهيم التقسيمية والانفصالية الطارئة، التي يراد لها من قبل أعداء سوريا أن تسود وتطفو اليوم على سطح المشهد السوري، من خلال استغلال الأحداث هنا وهناك، كما يحصل اليوم في أحداث السويداء.
لاشك أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول سرقة الأرض وبث سموم الفرقة والتشرذم وإعادة إنتاج الفوضى الداخلية لتمرير مشاريعه الاحتلالية الكبرى التي صرح بها علنا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ، الذي سرق كيانه جزءا كبيرا من موروث العرب، وفي فلسطين على وجه الخصوص نهب موروثها الثقافي والحضاري وعمل على تهويدها وتغيير أسماء الأماكن المقدسة حتى يجد له مكاناً على هذه الأرض، ويثبت للعالم أن هذه الأرض ملك أجداده منذ آلاف السنين، خاصة وأنه يمتلك وسائل إعلامية تعمل على تزوير الحقائق في كل مكان.
وبالرغم من نوايا الاحتلال التي باتت مكشوفة، تؤكد حليفتها أميركا على لسان المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس موقف واشنطن الرافض لتطبيق “نموذج فيدرالي” في سوريا، وأن البلاد يجب أن تظل بجيش واحد وحكومة واحدة، وقال: “ستكون هناك سوريا واحدة”، مستبعداً إمكانية وجود مناطق “حكم ذاتي” انفصالية، ومشدداً على أن الولايات المتحدة لا تملي شروطها، ولكنها لن تدعم “نتيجة انفصالية”.
وكانت الحكومة السورية قد أكدت، ترحيبها بأي مسار من شأنه تعزيز وحدة وسلامة أراضي البلاد، مجددة التمسك الثابت بمبدأ “سوريا واحدة، جيش واحد، حكومة واحدة”، ورفضها رفضاً قاطعاً أي شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة.
ويقول لسان حال معظم السوريين إن سوريا واحدة موحدة، غير قابلة للتقسيم، ١٤ عاماً من التضحيات والشهداء والمعاناة، ما كانت لا من أجل تقسيم ولا من أجل انفصال، وهذه معادلة سوريا الجديدة وهويتها، التي لا تقبل القسمة ولا الفوضى، بل تقبل الدولة الجامعة لكل السوريين.
سوريا الجديدة اليوم هي دولة ذات سيادة، وليست اعتباطية ومرتهنة للمشاريع والمحاور الخارجية كما كانت في زمن النظام المخلوع، ولعل الهوية البصرية الجديدة تعبر بشكل صريح عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، بتنوعها الثقافي والعرقي الذي يشكل عامل إغناء وإثراء، لا فرقة أو تنازع، وهذا ما أكد عليه السيد الرئيس أحمد الشرع.
إن واقع سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، حقيقة تاريخية، ورسالة ضد أحلام الانفصال عند البعض، وقالت وزارة الإعلام عند إطلاق الهوية البصرية الجديدة إن الشعار الجديد يحمل 5 رسائل من بينها، الدولة الجديدة… دولة حديثة منبثقة من إرادة شعبها، بالإضافة إلى وحدة الأراضي السورية، وعقد وطني جديد يحدد العلاقة بين الدولة والشعب.