الثورة – لميس عودة:
مع دخول اتفاق إنهاء الحرب على غزة الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب برعاية مصرية قطرية تركية، حيز التنفيذ بعد عامين من القصف المتواصل على قطاع غزة واستشهاد وجرح مئات الآلاف من الفلسطينيين، وتدمير كبير وممنهج طال المنازل والمشافي والبنى التحتية و المنشآت الخدمية، وصف الرئيس الأميركي الاتفاق، بأنه ” يوم عظيم للعالم”، فيما لاقى الاتفاق ترحيباً عربياً ودولياً وتمنيات بأن يحمل الاتفاق ببنوده السلام والأمان لأهلنا في غزة الذين عانوا من كوارث الحرب والحصار الخانق والمجاعة.
وقال ترامب، إن الاتفاق الخاص بغزة والذي يقضي بوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن، والذي تم التوصل إليه في مصر، يمثل “يوماً عظيماً للعالم”.
ونقلت وكالة رويترز، عن ترامب قوله في اتصال هاتفي مقتضب مع الوكالة:” اجتمع العالم أجمع على هذا الاتفاق، إسرائيل، كل دولة اجتمعت. لقد كان يوماً رائعاً”.
وكان ترامب، قد قال في وقت سابق، في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “يشرفني أن أعلن أن إسرائيل وحماس وقعتا على المرحلة الأولى من خطتنا للسلام”، وأضاف: “هذا يعني أن جميع الرهائن سيُطلق سراحهم قريباً جداً، وستسحب إسرائيل قواتها إلى خط متفق عليه كخطوات أولى نحو سلام قوي ودائم ومستدام”.
وأضاف ترامب في منشوره “: “سيُعامل جميع الأطراف بعدالة،إنه يوم عظيم للعالمين العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولكل الدول المجاورة، وللولايات المتحدة الأميركية.
ونشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لإنجاح هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق”.
من جهتها أكدت حماس توصلها إلى اتفاق لإنهاء الحرب، قائلة: إن الاتفاق “يقضي بإنهاء الحرب على غزة وانسحاب الاحتلال منها ودخول المساعدات وتبادل الأسرى.
وأضافت في بيان: “ندعو الرئيس ترامب والدول الضامنة للاتفاق، ومختلف الأطراف العربية والإسلامية والدولية، إلى إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة، وعدم السماح لها بالتنصل أو المماطلة في تطبيق ما تم التوافق عليه”.
يشار إلى أن التفاصيل الكاملة والرسمية لبنود الاتفاق لم تنشر بعد، وحسب “رويترز” فإنه سيتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الأحياء بحلول يوم السبت أو الاثنين ومن المتوقع أن يتم تسليم الرهائن القتلى تدريجياً بعد إطلاق سراح الرهائن الأحياء.
وذكرت “رويترز” نقلاً عن مصدر في حركة حماس: إن الرهائن الأحياء سيجري تسليمهم خلال 72 ساعة من موافقة حكومة الاحتلال الإسرائيلية على الاتفاق.
وذكر مسؤولون في الحركة أن انتشال جثث الرهائن القتلى، الذين يُعتقد أن عددهم حوالي 28 من تحت أنقاض المباني المنهارة في غزة سيستغرق وقتاً أطول.
وفي السياق ذاته من المتوقع أن يتم الإفراج عن 2000 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال خلال 72 ساعة من التوقيع على الاتفاق، إضافة إلى إطلاق سراح حوالي 1700 من سكان غزة الذين اعتُقلوا بعد 7 تشرين الأول٢٠٢٣ كذلك نحو 250 فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد.
ومن المتوقع أن تتضمن قائمة الأسرى الفلسطينيين بعضاً من أبرز الأسرى لدى الاحتلال الإسرائيلي الذين كانت مسألة الإفراج عنهم غير قابلة للتفاوض في محادثات وقف إطلاق النار السابقة.
إلى ذلك ذكرت القناة 12 الإسرائيلية إن ” إسرائيل” ستسيطر على 53% من قطاع غزة حتى يتم إطلاق سراح آخر الرهائن وان جيش الاحتلال سينسحب إلى “الخط الأصفر” الذي أعلن عنه الرئيس ترامب في الخريطة التي نشرها الأسبوع الماضي
ووفق “هيئة البث العبرية” فإن ٣فرق عسكرية للاحتلال بدأت اليوم الانسحاب من مدينة غزة تمهيداً لتنفيذ خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة.
وكانت سوريا قد رحبت بالإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معربةً عن أملها بأن يسهم ذلك بإنهاء معاناة المدنيين فيه، والتمهيد لمرحلة من الاستقرار الإقليمي.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان اليوم: “ترحب الجمهورية العربية السورية بالإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتعبّر عن أملها في أن يسهم هذا التطور بإنهاء معاناة المدنيين وفتح المجال أمام الجهود الإنسانية والإغاثيـة العاجلة، وبما يمهّد لمرحلة من الاستقرار الإقليمي”.
وأضافت الوزارة: “تعبّر سوريا عن تقديرها للجهود والوساطات التي قامت بها دولـة قطر وجمهورية تركيا وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية في سبيل التوصل إلى هذا الاتفاق”.
وفجر اليوم، تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بشأن المرحلة الأولى من خطة ترامب، وذلك بعد مفاوضات غير مباشرة بين وفود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل والوسطاء في شرم الشيخ.
ومن المتوقع أن يتوجه ترامب إلى مصر في الأيام المقبلة، بعدما قال البيت الأبيض: إن ترامب يفكر في الذهاب إلى المنطقة، فيما دعا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ترامب لإلقاء كلمة أمام الكنيسيت، وقال ترامب لأكسيوس إنه مستعد للقيام بذلك.