نصر الحريري: تجربة التعامل مع “قسد” مريرة ومشروعها خارجي 

الثورة- نور جوخدار: 

على الرغم من جولات الحوار المتكررة بين دمشق و”قسد” ما تزال الفجوة بين الطرفين واسعة، فبينما تصرّ الحكومة على استعادة مركزيتها وحصر السلاح بيد الدولة، تحاول “قسد” فرض نفسها كسلطة أمر واقع في شمال شرق سوريا، الأمر الذي يثير التساؤلات حول هذا الملف، وما إذا كانت محاولات التفاهم الأخيرة مقدمة لتسوية حقيقية أم مجرد هدنة مؤقتة؟.

الباحث السياسي ورئيس الائتلاف الوطني السوري السابق، الدكتور نصر الحريري، أكد أن تجربة التعامل مع “قسد” كانت مريرة، واصفًا إياها بأنها تيار مرتبط بتنظيم خارج الدولة السورية، وهو تنظيم إرهابي من وجهة نظر السلطات والعديد من دول المنطقة والعالم وأن لها مشروع خاص لا يمت بصلة للمصلحة الوطنية السورية.

وأضاف الحريري في تصريح خاص لـ “الثورة” أن محاولات التفاهم الطويلة معها سواء عبر القيادات الوطنية السورية أو الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض السورية، أو حتى مع دول الجوار مثل تركيا باءت جميعها بالفشل، موضحًا أن وعود “قسد” في بداية المفاوضات كثيرًا ما تكون إيجابية، ثم تتكشف حقيقتها لاحقًا في بنود وأسس “خارج الوطنية”.

ورأى الحريري أن “قسد” رغم تراجع قوتها بشكل كبير جدا خلال السنوات الأخيرة بعد العمليات العسكرية، مثل عملية غصن الزيتون ودرع الفرات وعملية نبع السلام وعملية ردع العدوان التي انتصرت فيها الثورة السورية على نظام الأسد وإيران وتحالفاتهم في المنطقة، لا تزال تراهن على كسب الوقت واستغلال تقلبات الظروف لصالح مشروعها.

وأشار السياسي السوري إلى أن لدى “قسد” ارتباطات واستقواء خارجي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية، إلى جانب نفوذ إيران القوي داخل حزب العمال الكردستاني وداخل “قسد” نفسها، ما يعقّد إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي سريع.

وفيما يخص مسألة السلاح لدى “قسد”، أوضح الحريري أن الأخيرة اعتمدت منذ بدايتها على السلاح كأداة لتثبيت مطالبها السياسية، وأن هذا السلاح استخدمته كثيرًا ضد الجيش الوطني، في حين كانت على علاقة هدنة وتحالف طويل الأمد مع نظام بشار الأسد المخلوع، فهي كانت الوجه الآخر له، معتبرًا أن احتفاظها بالسلاح ورفضها لتنفيذ بنود اتفاق آذار مع الدولة السورية، وإحداث افتعال الفتن في أكثر من مرة ومحاولة للتنسيق مع أطراف أخرى في سوريا، يرسخ منطقًا يقوم على فكرة “الكيان” المسلح الساعي لفرض مشروعه بالقوة.

وعن واقع اللقاءات والمفاوضات التي تجري اليوم، قال الحريري: إن عددًا كبيرًا من اللقاءات السابقة لم تنتج سوى اتفاقات نظرية لم ينفذ منها سوى القليل، متسائلًا إذا كانت هذه اللقاءات مجرد وسيلة لكسب مزيد من الوقت أو لتجميد التصادم مؤقتًا؟ مشددًا على أن شمال شرق سوريا هو جزء من التراب السوري لا يمكن أن يجري عليه إلا ما يجري على كامل التراب السوري.

وفيما يتعلق بالمفاوضات المستقبلية، أعرب الحريري عن اعتقاده أن الكتل الأساسية داخل “قسد” ستُجبر في نهاية المطاف على الدخول في مفاوضات جدية مع الدولة السورية بهدف الاندماج في مؤسساتها، لافتًا إلى أن أوراق “قسد” بدأت تتلاشى تدريجيًا، وأن صبر الحكومة على استمرار هذا الوضع بدأ ينفد، وأضاف أن الاندماج في مؤسسات الدولة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية يصب في مصلحة جميع السوريين، بمن فيهم المكونات الكردية داخل “قسد”، إذا جرى وفق مبادئ المواطنة المتساوية والواجبات المتبادلة.

واختتم الحريري حديثه، بالتأكيد على أن أي تسوية مقبولة يجب أن ترفض المطالب المنادية بكيانات سياسية أو عسكرية منفصلة داخل سوريا، مثل المطالب المتعلقة بالعلم أو البرلمان أو غير ذلك.

آخر الأخبار
مجلس الشعب الجديد تجسيد لإرادة السوريين الحرة في حلب الأرصفة للسيارات والشوارع للمارة وفد صناعي سوري يزور بولندا لتعزيز التعاون بعد 15 سنة من الانقطاع  ترامب عن اتفاق غزة: هذا يوم عظيم للعالم بعد إغلاق لأيام .. فتح تدريجي لطرقات الأشرفية والشيخ مقصود بحلب صحافة "الوحدة" تعود للحياة.. استراتيجية شاملة لإحياء مطابع المؤسسة  هل يحدّد صمود وقف إطلاق النار مستقبل العلاقة بين دمشق و"قسد"؟  نقلةٌ نوعيةٌ في أداء قسم الكلية بمستشفى " المجتهد "  سوريا الجديدة ترسم مستقبل الوظيفة العامة بمشاركة الجميع  نصر الحريري: تجربة التعامل مع "قسد" مريرة ومشروعها خارجي  سوريا ترحّب بوقف إطلاق النار في غزة وتدعو لمرحلة جديدة من الاستقرار "أربعاء الرستن".. حملة أهلية تجمع 3.8 ملايين دولار لإحياء المدينة وبناء مستقبلها  في حملة "الشهر الوردي".. الكشف المبكّر يساهم في الشفاء  توقعات البنك الدولي .. نموٌ اقتصاديٌ هشٌّ مقابل  تحدّيات جسيمة  الصناعات الحرفيّة في حلب.. تحدّيات تواجه دوران عجلة الإنتاج  حدائق حلب المنسية.. "رئة المدينة" تعاني الاختناق مجلس مدينة إدلب يطلق حملة لمكافحة الكلاب الضالة انطلاق المرحلة الرابعة من عودة النازحين السوريين من لبنان تأهيل الطرق وتحسين البنية التحتية في منبج وإعزاز عبد الحفيظ شرف: دمشق تتعامل بمسؤولية وطنية وتغلّب الحل السلمي مع "قسد"