الثورة – أسماء الفريح:
انطلقت اليوم المرحلة الرابعة من العودة المنظمة للنازحين السوريين من طرابلس شمال لبنان باتجاه معبر العريضة بتنظيم من الأمن العام اللبناني، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم.
وذكرت الوكالة اللبنانية للإعلام أن القافلة ضمت عدداً كبيراً من السوريين الذين حضروا مع أمتعتهم، مشيرة إلى أنه تم توفير كل التسهيلات اللوجستية وإعفاء جميع المغادرين من الرسوم لتسهيل إجراءات العودة.
وأوضحت أن العودة المنظمة تمت بالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، والمنظمة الدولية للهجرة (IOM)، والصليب الأحمر اللبناني، وعدد من المنظمات الإنسانية المعنية.
وأضافت أن القافلة تمثل خطوة مهمة في جهود تسهيل عودة السوريين إلى بلدهم، وتأكيد على التزام الحكومة اللبنانية توفير الدعم اللازم لكل السوريين.
وفي هذا الإطار، أوضحت ليزا أبو خالد المسؤولة الإعلامية في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أن “اليوم نشهد في طرابلس عودة 163 لاجئاً سورياً إلى بلادهم ضمن الدفعة الرابعة، وذلك بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية والأمن العام اللبناني”.
وأضافت: أن “اللاجئين العائدين يتوجهون إلى مناطق إدلب وحمص في سوريا، ومنذ بداية عام 2025 عاد نحو 300 ألف لاجئ سوري من لبنان إلى سوريا، سواء عبر البرنامج المدعوم من الأمم المتحدة أم من خلال عودات فردية سابقة لانطلاق البرنامج في الأول من تموز”.
وكشفت أبو خالد أن “نحو 180 ألف لاجئ أبدوا رغبتهم بالعودة إلى سوريا ضمن البرنامج الأممي، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد العائدين 400 ألف لاجئ مع نهاية العام الحالي”.
وفي الـ 29 من تموز الماضي، انطلقت المرحلة الأولى من خطة الحكومة اللبنانية لعودة النازحين السوريين بالتنسيق بين المديرية العامة للأمن العام اللبناني والدولة السورية، وذلك عبر مركز المصنع الحدودي.
ووافق مجلس الوزراء اللبناني في الـ 17 من حزيران الماضي على خطة قدمها نائب رئيس الحكومة طارق متري تتعلق بملف إعادة النازحين السوريين، حيث جرى التأكيد على عودتهم عبر عدة مراحل، على أن تنجز المرحلة الأولى قبل انطلاق العام الدراسي مطلع أيلول الماضي من دون القدرة على تحديد الأعداد، التي يتوقع أن تتراوح بين 200 و300 ألف، على أن تكون الخطة منظمة.
وأكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان لها في أيلول الماضي أن عودة مليون سوري إلى بلادهم في غضون تسعة أشهر فقط، بالإضافة إلى عودة 1,8 مليون شخص آخرين من النازحين داخلياً إلى مناطقهم الأصلية، يُشير إلى الأمل الكبير والتوقعات العالية التي يعقدها السوريون بعد الانتقال السياسي الذي شهدته البلاد.
ودعت المفوضية المجتمع الدولي إلى رفع مستوى دعمه لوضع حد للمعاناة والنزوح اللذين طالا ملايين السوريين ممن أُجبروا على الفرار من ديارهم خلال السنوات الـ 14الماضية، ومساعدة البلاد على إعادة الإعمار.
كما كشف استطلاعٌ أجرته المفوضية في وقت سابق حول تصورات ونيات العودة أن أغلبية اللاجئين السوريين “80%” في الأردن ولبنان ومصر والعراق يرغبون في العودة إلى ديارهم يوماً ما، و”18 % ” خلال العام المقبل، وقالت إنه ومع ذلك، فإنه لا يمكن تحقيق العودة المستدامة وإعادة الإدماج إلا من خلال استثمارات موجهة بشكل أكبر في مناطق العودة.