الثورة – إيمان زرزور :
حققت حملة “أربعاء الرستن” نجاحاً واسعاً بعد أن جمعت نحو 3 ملايين و800 ألف دولار لدعم مشاريع إعادة الإعمار وتحسين الخدمات الأساسية في المدينة، في مبادرة وصفت بأنها واحدة من أبرز نماذج التكافل المجتمعي في ريف حمص الشمالي.
وأُطلقت الحملة تحت إشراف منتدى الرستن التنموي وبرعاية محافظة حمص، بهدف إعادة تأهيل المدارس والنقاط الطبية وشبكات المياه والصرف الصحي، إلى جانب إعادة بناء جسر معمل الإسمنت الذي يربط شرق المدينة بغربها، وهو من المشاريع الحيوية التي تعيد الحياة لحركة المرور والأنشطة الاقتصادية.
وشهدت مدينة الرستن فعالية مركزية حضرها محافظ حمص عبد الرحمن الأعمى، وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني والفعاليات الشعبية، حيث أكد المشاركون أن الحملة تمثل نموذجاً حقيقياً لروح التعاون بين المجتمع المحلي والجهات الرسمية.
وبحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”، فقد شارك نحو 900 متبرع في الحملة التي نُظّمت بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية في المدينة.
وأوضح رئيس اللجنة المالية في منتدى الرستن التنموي أحمد سعد الدين، أن المرحلة الأولى من المشروع ستركّز على ترميم خمس مدارس رئيسية وإصلاح الطرق المتضررة، مؤكداً أن هذه الخطوات ستنعكس مباشرة على حياة المواطنين اليومية وتسهم في إنعاش النشاط الخدمي في المدينة.
وأشار القائمون على الحملة إلى أن الطرق داخل المدينة باتت بحاجة ماسة إلى الصيانة، خصوصاً بعد تحويل مسار طريق M5 الدولي إلى داخلها، مشيرين إلى أن إعادة تشغيل جسر معمل الإسمنت تمثل أولوية قصوى للحملة بسبب المخاطر التي يشكلها الجسر الكبير المتضرر.
تأتي حملة “أربعاء الرستن” ضمن موجة من المبادرات الأهلية في مختلف المحافظات السورية، التي تهدف إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب وتحسين الخدمات العامة، ومن أبرز هذه المبادرات حملة “أربعاء حمص” و”أبشري حوران” و “دير العز” و “الوفاء لإدلب”، وأثبتت هذه المبادرات أن إرادة المجتمع قادرة على صنع الفارق، وأن التكافل ليس بديلاً عن الدولة، بل شريك فاعل في إعادة بناء الوطن وتحويل الألم إلى طاقة عمل وأمل.