في حملة “الشهر الوردي”.. الكشف المبكّر يساهم في الشفاء 

الثورة – فادية مجد: 

حملة الشهر الوردي التي تنطلق كل عام في الأول من تشرين الأول فرصة للتوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، باعتباره الوسيلة الأنجع لاكتشاف المرض في مراحله الأولى، وتكون فرص العلاج والشفاء أعلى بكثير، ولهذا فالحملة لا تستهدف التوعية فحسب، بل تسعى لترسيخ ثقافة الفحص الدوري كجزء من روتين الحياة، لأن كل خطوة نحو الكشف هي خطوة نحو الأمان والانتصار على المرض.

ويعتبر سرطان الثدي من أكثر الأمراض شيوعاً عند النساء والسبب الثاني للوفيات بعد سرطان الرئة، حسب الدكتور إبراهيم لطف الله عباس، اختصاصي بأمراض النساء والتوليد وجراحتها.

العوامل المؤهبة

د. عباس وصف سرطان الثدي أنه نمو غير طبيعي في خلايا قنوات الحليب أو فصوص الثدي، ونادراً ما يصيب باقي أنسجة الثدي، وتلعب الوراثة دوراً في 5–10 بالمئة من الحالات، بينما قد يكون للهرمونات تأثير محفز على تطور هذه الأورام.

وأشار إلى أن العوامل المؤهبة، تتمثل في التقدم بالعمر، وجود سوابق عائلية أو شخصية، الطفرات الوراثية مثل (BRCA1 وBRCA2 وTP53 وCHER2)، والتعرض لهرمون الإستروجين، سواء داخلياً (كالبلوغ المبكر وسن اليأس المتأخر وتأخر الإنجاب لما بعد الثلاثين)، أو خارجياً (كالعلاج الهرموني بعد سن اليأس، أو استخدام مانعات الحمل الفموية بعد عمر ٣٥ سنة )، وجميعها عوامل تزيد من احتمال الإصابة، كما يضاف إلى ذلك التعرض للأشعة المؤذية، وقلة النشاط البدني والبدانة والغذاء الغني بالدهون المشبعة، والإفراط في التدخين والكحول.

أهمية الكشف المبكر

د. عباس أوضح أن الفحص الذاتي الشهري، يساعد المرأة في التعرف على كشف أي تغيرات، بينما يُنصح بالفحص السريري سنوياً أو عند ظهور أعراض مثل الألم أو الكتل أو النزّ أو تضخم العقد اللمفاوية، مشيراً إلى أن تصوير الماموغرافي يعد الأكثر فائدة، إذ يكشف 90 بالمئة من التغيرات قبل ظهورها سريرياً بسنتين، ويجرى كل سنتين بعد عمر 45، أما التصوير بالإيكو فهو مكمل للماموغرافي، ويستخدم في حالات خاصة، كالحمل والإرضاع أو قبل عمر 40، في حين أن الرنين المغناطيسي لا يستخدم للكشف المبكر، بل يُخصص لحالات محددة، وتبقى خزعة الثدي الوسيلة الوحيدة لتأكيد التشخيص.

الوقاية والتوصيات

ونصح د. عباس باتباع طرق الوقاية من خلال اتباع نظام غذائي متوازن غني بالألياف وقليل الدهون، والامتناع عن التدخين والكحول، وممارسة الرياضة بانتظام، والإنجاب في أعمار مناسبة (قبل الثلاثين)، وتعلّم الفحص الذاتي، واستشارة الطبيب عند ملاحظة أي تغير، إلى جانب الالتزام بالفحوصات الشعاعية الدورية.

بداية لمسار علاجي

من جانبه، أفاد اختصاصي الجراحة العامة وجراحة الثدي الدكتور علي غانم، أنه مع شهر التوعية بسرطان الثدي، تتجدد الدعوات إلى الكشف المبكر والتمسك بالأمل، فالمعركة ضد سرطان الثدي ليست نهاية الرحلة، بل بداية لمسار علاجي منظّم يتكامل فيه العلم والإرادة .

وأشار الى أن مراحل العلاج تبدأ بالجراحة، والتي تعد حجر الأساس، فيُجرى الاستئصال الجزئي عند الأورام الصغيرة، إذ يستأصل الورم فقط، مع هامش آمن من الأنسجة السليمة، بينما يُلجأ إلى الاستئصال الكلي في حالات الأورام الكبيرة أو المتعددة أو عند عودة المرض، وهو قرار جذري لكنه يُعيد السيطرة الكاملة على السرطان، كما يُضاف إلى ذلك استئصال العقد اللمفاوية في بعض الحالات لتحديد مدى انتشار الورم.

بعد ذلك تأتي مرحلة العلاج الإشعاعي، والذي يُستخدم غالباً بعد الجراحة، وخصوصاً بعد الاستئصال الجزئي، ويعتمد في العلاج الإشعاعي على توجيه أشعة عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية المتبقية في المنطقة، ما يقلل من احتمال الانتكاس الموضعي.

أما العلاج الكيماوي، فأوضح أنه يعطى عن طريق الوريد أو الفم بجرعات دورية، ويهدف إلى القضاء على الخلايا السرطانية التي ربما تسللت إلى الدم أو العقد اللمفاوية أو أعضاء أخرى، مبيناً أنه يستخدم بشكل خاص في حالات الأورام العدوانية أو المنتشرة، فيما تعد آثاره الجانبية، مثل تساقط الشعر والتعب والغثيان، جزءاً من عبور نحو النجاة، لا دليلاً على الضعف.

وبخصوص العلاج الهرموني، بيّن أنه يستخدم في الأورام الإيجابية لمستقبلات الإستروجين أو البروجسترون، عبر أدوية مثل تاموكسيفين أو مثبطات الأروماتاز ، لإيقاف تأثير الهرمونات التي تغذي الورم، ويستمر العلاج عادة لسنوات بعد الجراحة لمنع عودة المرض.

وفيما يخص العلاجات الموجهة والمناعية، نوه د.غانم بأن العلاج الموجه مثل “التراستوزوماب” يستهدف بروتين HER2 بدقة، ويصيب الهدف من دون أن يؤذي معظم الخلايا السليمة، بينما العلاج المناعي- وهو حديث العهد-يعزز مناعة المريضة لتتعرف على السرطان وتهاجمه كما تفعل مع أي عدو خارجي.

بين الخوف والأمل

وختم د.غانم حديثه بالتأكيد على أهمية المتابعة والدعم النفسي، إذ تحتاج المريضة إلى فحوص وصور دورية لتأكيد السيطرة، كما أن الدعم النفسي والاجتماعي يوازي أهمية الدواء، فالمعنويات المرتفعة ترتبط بنتائج أفضل، موضحاً أن المراحل العلاجية لسرطان الثدي، ليست مجرد بروتوكولات طبية متسلسلة، بل هي رحلة إنسانية عميقة، تمثل صراعاً بين الخوف والأمل، بين المرض والحياة، الجسد يتألم، لكنه يتجدد، والروح تضعف، لكنها تعود لتنهض من جديد.

آخر الأخبار
في حلب الأرصفة للسيارات والشوارع للمارة وفد صناعي سوري يزور بولندا لتعزيز التعاون بعد 15 سنة من الانقطاع  ترامب عن اتفاق غزة: هذا يوم عظيم للعالم بعد إغلاق لأيام .. فتح تدريجي لطرقات الأشرفية والشيخ مقصود بحلب صحافة "الوحدة" تعود للحياة.. استراتيجية شاملة لإحياء مطابع المؤسسة  هل يحدّد صمود وقف إطلاق النار مستقبل العلاقة بين دمشق و"قسد"؟  نقلةٌ نوعيةٌ في أداء قسم الكلية بمستشفى " المجتهد "  سوريا الجديدة ترسم مستقبل الوظيفة العامة بمشاركة الجميع  نصر الحريري: تجربة التعامل مع "قسد" مريرة ومشروعها خارجي  سوريا ترحّب بوقف إطلاق النار في غزة وتدعو لمرحلة جديدة من الاستقرار "أربعاء الرستن".. حملة أهلية تجمع 3.8 ملايين دولار لإحياء المدينة وبناء مستقبلها  في حملة "الشهر الوردي".. الكشف المبكّر يساهم في الشفاء  توقعات البنك الدولي .. نموٌ اقتصاديٌ هشٌّ مقابل  تحدّيات جسيمة  الصناعات الحرفيّة في حلب.. تحدّيات تواجه دوران عجلة الإنتاج  حدائق حلب المنسية.. "رئة المدينة" تعاني الاختناق مجلس مدينة إدلب يطلق حملة لمكافحة الكلاب الضالة انطلاق المرحلة الرابعة من عودة النازحين السوريين من لبنان تأهيل الطرق وتحسين البنية التحتية في منبج وإعزاز عبد الحفيظ شرف: دمشق تتعامل بمسؤولية وطنية وتغلّب الحل السلمي مع "قسد" توزيع 3750 مقعداً على مدارس درعا