وكالة “قنا”: قطر شريك إنساني وتنموي رائد في دعم سوريا نحو التعافي والإعمار

الثورة -فؤاد الوادي:
لطالما كانت قطر من أوائل الدول التي وقفت مع الشعب السوري منذ بداية ثورته ضد نظام الاستبداد والفساد، لاسيما في المجالات والقطاعات الإنسانية والتنموية، حيث قامت الدوحة بجهود كبيرة عبر مجموعة واسعة من المشاريع الإنسانية والتنموية التي نفذتها مؤسساتها الرسمية والخيرية في مختلف المحافظات السورية، وذلك في إطار تعزيز الشراكة بين سوريا وقطر ، ومواكبة الاحتياجات العاجلة والطويلة الأمد للسوريين في مختلف القطاعات الحيوية، في ظل الأوضاع التي أعقبت سنوات الثورة  والتحديات التي تواجه إعادة النهوض والإعمار.
ضمن هذا السياق، نشرت وكالة الأنباء القطرية (قنا) تقريرا، تحت عنوان ” من الإغاثة إلى التنمية.. قطر شريك إنساني وتنموي رائد في دعم سوريا نحو التعافي والإعمار” ، يسلط الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة قطر لدعم الشعب السوري وتعزيز مسارات نهوضه وتعافيه.
وقالت الوكالة: ” منذ اندلاع الأحداث في سوريا، كانت جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري وصندوق قطر للتنمية في طليعة الجهات الإنسانية التي سارعت إلى تقديم الدعم العاجل والمستدام، بالتنسيق الوثيق مع المنظمات والهيئات الإنسانية الدولية والمحلية والمؤسسات الرسمية، لتشمل التدخلات مجالات الصحة والمأوى والتعليم والأمن الغذائي والبنية التحتية، إضافة إلى مشاريع التمكين الاقتصادي”.
وفي حديث للوكالة، أوضح كرم علي، مدير مكتب تركيا وسوريا في جمعية قطر الخيرية، أن المؤسسة نفذت منذ بداية الحرب أكثر من 4800 مشروع، بتكلفة إجمالية قاربت 750 مليون ريال قطري، شملت قطاعات الصحة والمأوى والأمن الغذائي والتعليم.
وبين أن الجمعية اتبعت آليات متنوعة في التنفيذ، سواء بشكل مباشر أو عبر شركاء من تركيا وسوريا، التزاما بقرارات مجلس الأمن الخاصة بالعمليات الإنسانية العابرة للحدود، حيث جاء الشمال السوري في صدارة الاستهداف، واستعرض السيد علي أهم إنجازات جمعية قطر الخيرية في الشمال السوري المتمثلة بإنشاء “مدينة الأمل”، التي تؤوي 1400 أسرة، وتضم مدارس ومراكز صحية وروضة أطفال وسوقا تجاريا ومرافق خدمية متكاملة، فضلا عن بناء أكثر من 2000 منزل متفرق أو ضمن تجمعات سكنية.
كما أطلقت قطر الخيرية في ليلة السابع والعشرين من رمضان الماضي مشروعا لترميم 1500 منزل، بدأ العمل فعليا في 600 منها بسهل الغاب ومعرة النعمان، فيما يجري التحضير لاستكمال بقية المنازل في ريف حلب الشمالي، وأشار إلى أن قطر الخيرية تدير مستشفى باب الهوى وتنفذ مشاريع تمكين اقتصادي تستهدف الأسر الفقيرة وأمهات الأيتام، من خلال التدريب ودعم المشاريع الصغيرة.
وأضاف أن قطر الخيرية شرعت في تنفيذ مشاريع جديدة بالتنسيق مع وزارتي الصحة والتربية في سوريا، موضحا أن برامج الأمن الغذائي لا تزال تحظى بأولوية، عبر دعم سلسلة القيمة للقمح والثروة الحيوانية، فضلا عن كفالة وتشغيل 12 مركزا صحيا، وتزويد منظومة الإسعاف بـ18 سيارة إسعاف.
من جانبه، قال مازن عبد الله سلوم رئيس بعثة الهلال الأحمر القطري في سوريا وتركيا، في حديث لـ (قنا)، إن البعثة قدمت منذ عام 2012 استجابة شاملة للأزمة السورية في ثمانية قطاعات حيوية، استفاد منها أكثر من 13 مليون شخص، بإنفاق إجمالي تجاوز 160 مليون دولار أمريكي.
وأوضح أن الهلال الأحمر القطري كان أول منظمة إنسانية تدخل المساعدات الإغاثية إلى سوريا عبر الحدود بعد الزلزال المدمر، بالتعاون مع صندوق قطر للتنمية، حيث تم توزيع هذه المساعدات في سوريا.
وأضاف أن الهلال الأحمر القطري سير قوافل طبية قدمت أكثر من 300 عملية جراحية نوعية، وشغل أربع عيادات متنقلة لخدمة النازحين، كما أنشأ 15 قرية سكنية في الشمال السوري تضم نحو 3500 شقة، استفاد منها أكثر من 60 ألف شخص، إلى جانب ترميم مئات المنازل المتضررة.
وأكد سلوم أن الهلال الأحمر القطري يوازن بين الإغاثة العاجلة والمشاريع المستدامة، حيث يشمل عمله تقديم الأدوية والمستلزمات الطبية، وإنشاء أقسام قسطرة قلبية ومراكز غسيل كلى، ودعم المستشفيات، إضافة إلى إنشاء الأفران وتأهيل محطات الري، بدعم من صندوق قطر للتنمية.
بدوره، قال محمد حازم بقلة رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، في حديث مماثل لـ”قنا”، إن التعاون مع الهلال الأحمر القطري شهد تطورا ملحوظا بعد الثامن من ديسمبر الماضي، حيث شمل دعم الفئات الفقيرة بالسلال الغذائية، وإجراء عمليات قلب جراحية للأطفال، وتنفيذ مشاريع موسمية مثل الأضاحي في عيد الأضحى المبارك، والدعم الرمضاني.
وأوضح أن الهلال الأحمر القطري كان حاضرا في الأزمات الطارئة بجنوب سوريا، حيث دعم مراكز الإيواء بالسلال الغذائية، لافتا إلى أن هناك مشاريع قيد الدراسة تتعلق بالبنية التحتية والمشاريع المستدامة، يجري الإعداد لها عبر اجتماعات مشتركة، تمهيدا لتوقيع اتفاقية تفاهم تشمل غالبية المحافظات السورية.

وفي السياق ذاته، أكدت هند قبوات وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل بسوريا، في حديث لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، اعتزاز سوريا بعلاقتها مع دولة قطر، مشيدة بالدعم الإنساني والمعنوي والمادي الذي تقدمه للشعب السوري.
وأوضحت أن هناك تنسيقا كاملا بين الوزارة والمؤسسات القطرية لتحديد الأولويات والحاجات، مع تبادل الخبرات والتقارير بشكل مستمر، مشيرة أن برامج التعاون تشمل مجالات الحماية الاجتماعية، والتعليم، ودعم الشباب والمشاريع الصغيرة للخروج من مبدأ الإعانات نحو تمكين الأفراد اقتصاديا، فضلا عن مشاريع للتأهيل المهني ومدرسة مهنية، والتشاور حول تطوير قانون العمل وقانون الحماية.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً