أوكرانيا على خط الهاتف.. مكالمة تكشف صراع الإرادات بين واشنطن وأوروبا

الثورة- منذر عيد :

في مشهد يعكس تعقيدات المشهد الدولي، قطع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعاً مهماً في البيت الأبيض مع قادة أوروبيين وأوكرانيا، ليتفرغ لمكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة بدت مفاجئة حتى لأقرب حلفاء واشنطن، لكنها تحمل في طياتها إشارات سياسية تتجاوز مجرد اتصال عابر.
التوقيت الذي اختاره ترامب لمكالمة بوتين لم يكن بريئاً، فبينما كان الأوروبيون يناقشون مسارات الحرب في أوكرانيا داخل البيت الأبيض، فضّل الرئيس الأميركي أن يوجّه الأنظار نحو خط اتصال مباشر مع موسكو. الرسالة هنا واضحة، واشنطن لا تزال اللاعب الأكثر تأثيراً، وأن مفاتيح الحل تبقى في يدها، حتى لو كان ذلك على حساب التنسيق الجماعي مع الحلفاء.
إشارة ترامب إلى رغبة بوتين في «إنهاء الحرب» واقتراحه عقد قمة ثلاثية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تفتح الباب أمام تساؤلات عديدة، هل يسعى ترامب إلى تسجيل اختراق سياسي يُحسب له في ملف أوكرانيا؟ أم أن الطرح مجرد ورقة ضغط على الأوروبيين لإعادة صياغة أولوياتهم التفاوضية؟.
من منظور التحليل السياسي، القمة الثلاثية تبدو من حيث الشكل مغرية، لكنها من حيث المضمون محفوفة بالعقبات، خصوصاً في ظل تباين مواقف كييف وموسكو بشأن الأراضي المحتلة والضمانات الأمنية.
المكالمة تركت علامات استفهام عميقة لدى القادة الأوروبيين الحاضرين، فبينما تعتمد أوروبا على الدعم الأميركي لتوحيد الموقف الغربي تجاه روسيا، فإن أي انفراد من واشنطن بمسار تفاوضي قد يضعف وحدة الصف، وينظر بعض القادة  إلى الخطوة كمؤشر على احتمال تقديم تنازلات أميركية من دون تنسيق كامل مع الحلفاء، وهو ما قد يُربك معادلات القوة داخل الناتو والاتحاد الأوروبي.
بالنسبة لترامب، فإن أي تقدّم في ملف أوكرانيا سيكون مكسباً سياسياً داخلياً وخارجياً، لكن الثمن قد يكون باهظاً إذا فُسّرت الخطوة على أنها رضوخ لشروط موسكو، وبالنسبة لبوتين، فالمكالمة تمنحه فرصة لإظهار أنه شريك لا يمكن تجاوزه في صياغة مستقبل الأمن الأوروبي.
من الواضح أن المشهد الحالي يعكس صراعاً بين منطقين، منطق التسوية السريعة التي يلوّح بها ترامب، ومنطق المواجهة الطويلة الذي يخشى الأوروبيون أن يُفرّغ الموقف الغربي من مضمونه، وبين هذين المسارين، تبقى الحقيقة الوحيدة أن أي حلّ للحرب الأوكرانية لن يمر إلا عبر معادلة أميركية – روسية، مهما بدت الأبواب موصدة أمام الدبلوماسية.
الخطوة التي أقدم عليها ترامب لم تكن مجرد اتصال بروتوكولي، بل رسالة سياسية بامتياز، فالحرب في أوكرانيا قد تكون في ظاهرها صراعاً أوروبياً – روسياً، لكنها في جوهرها اختبار لإعادة تشكيل النظام الدولي، وما جرى في البيت الأبيض يذكّرنا بأن مصائر الحروب لا تُحسم فقط في ساحات القتال، بل في الغرف المغلقة والاتصالات المفاجئة.

آخر الأخبار
سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026 عودة اللاجئين.. استراتيجية حكومية تعيد بناء الثقة مع الدولة سوريا والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... مسار لا رجعة عنه إعادة تفعيل البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة..السفير كتوب لـ"الثورة": دمشق تستعيد زمام المبادرة ... رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية