بمناسبة الاحتفاء بالعيد الماسي لإذاعة دمشق (بمرور 75 عاماً على تأسيسها) نشير إلى دورها الحيوي في تبني وإطلاق العديد من كبار الموسيقيين والمطربين العرب في بداياتهم، يوم كانت الإذاعة، هي الوسيلة الوحيدة، التي نسمع من خلالها الكنوز الغنائية، والنشرات الإخبارية، والبرامج الثقافية وغيرها، ومن هذا المنطلق ندرك مدى غنى أرشيفها الموسيقي والغنائي، الذي يعيدنا إلى كنوز عباقرة النغم في العصر الذهبي.
وجيلنا يتذكر السهرات واللقاءات والبرامج مثل برنامج مطرب وجمهور الأسبوعي. ولقد أكد لي مطرب المطربين وديع الصافي، في حواري المطول، الذي أجريته معه عام 2007، أن انطلاقته الحقيقية في عالم الشهرة، كانت عبر إذاعة دمشق بأغنية (عاللوما اللوما)، بعدما رفض حليم الرومي بثها عبر إذاعة لبنان بذريعة أن كلماتها متدنية، وهي من أشهر الأغنيات التي لحنها لنفسه في بداياته، وكان ذلك في مطلع الخمسينيات.
والتاريخ الفني يؤكد أن إنطلاقة العندليب عبد الحليم حافظ كانت حين جاء إليها من القاهرة، حاملاً معه تسجيل أغنيته (صافيني مرة) التي لحنها له مكتشف النجوم الموسيقار محمد الموجي، ولقد بثت من إذاعة دمشق لأول مرة.
وكان الموسيقار الكبير محمد محسن أول من لحن لفايزة أحمد، ولقد بثت الأغنية وقتها لأول مرة من إذاعة دمشق، ولقد بدأ المطرب الكبير فهد بلان حياته الفنية مردداً في كورس إذاعة دمشق، ثم تحول إلى الغناء المنفرد، وكانت انطلاقته منها من إذاعة دمشق في مطلع الستينيات عبر أغنيته (لركب حدك ياالماتور) التي لحنها له الموسيقار عبد الفتاح سكر، وشكلت المدخل لتعاون متواصل بينهما أثمر العديد من أشهر الأغاني، التي نافس بها الثنائي الفني ( عبد الفتاح سكر وفهد بلان ) كبار الملحنين والمطربين العرب في عصر الغناء الذهبي.
وفي استديوهاتها سجلت فيروز والأخوين رحباني العديد من أعمالهما الغنائية، كما أجريت في استوديوهاتها حوارات تاريخية مع كبار الموسيقيين والمطربين العرب، وفي مقدمتهم فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وبليغ حمدي ومحمد الموجي ومحمد سلطان وصباح وسعاد محمد ونجاح سلام ونور الهدى وماري جبران وغيرهم من كبار الموسيقيين والمطربين السوريين والعرب.
رؤية- أديب مخزوم