الثورة-أسماء الفريح:
حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” من أن معظم أطفال غزة ممن يتم فحصهم من قبل فرق طبية تابعة لها يعانون من الهزال والضعف ومعرضون لخطر الموت إذا لم يتلقوا العلاج الذي يحتاجون إليه بشكل عاجل، فيما أكد مكتب أممي استهداف الاحتلال المتعمد لمدنيين يشاركون في تأمين المساعدات.
وقالت الأونروا في منشور لها على منصة “إكس” أمس: إن أكثر من 50 ألف طفل في غزة قتلوا أو جرحوا منذ السابع من تشرين الأول 2023، داعية “إسرائيل” إلى “وقف هذه الحرب على الأطفال”
وفي منشور آخر لها، ذكرت الأونروا أن “مليون امرأة وفتاة يواجهن مجاعة جماعية، إضافة إلى العنف والإساءة”، في قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي وحرب الإبادة المستمرة منذ تشرين الأول 2023، وقالت: “إن النساء والفتيات في غزة يضطررن إلى تبني استراتيجيات بقاء متزايدة الخطورة، مثل الخروج للبحث عن الطعام والماء مع التعرض لخطر القتل الشديد، خلال لجوئهن إلى أساليب للبقاء على قيد الحياة رغم ما تنطوي عليه من مخاطر كبيرة”، ودعت الوكالة إلى رفع الحصار عن قطاع غزة وإدخال المساعدات على نطاق واسع.
من جهته، ذكر مكتب المفوضية الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أن الفترة من الـ27 من أيار وحتى الـ13 من آب شهدت مقتل 1760 فلسطينياً أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، بينهم 994 قضوا عند مواقع ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية” و766 على الطرق المؤدية إلى قوافل الإمداد، ونقل مركز أنباء الأمم المتحدة عن المكتب قوله: “إن معظم هؤلاء القتلى سقطوا جراء عمليات نفذها الجيش الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن الأرقام الجديدة أظهرت قفزة كبيرة في عدد الضحايا خلال أسبوعين، مقارنة مع الحصيلة التي أعلنتها الأمم المتحدة في بداية آب، والتي بلغت 1373 قتيلاً.
وأحصى مكتب المفوضية الأممية في بداية آب، 11 حادثة تضمنت هجمات ضد فلسطينيين كانوا يحمون القوافل في شمال ووسط غزة، موضحاً أن هذه الهجمات تعكس نمطاً متكرراً يشير إلى استهداف متعمد من قبل القوات الإسرائيلية لمدنيين يشاركون في تأمين المساعدات، إلى جانب طالبي المساعدات.
وسجلت آخر تلك الهجمات في الـ13 من آب، حيث أودت غارات جوية إسرائيلية بحياة 12 شخصاً وأصابت 18 آخرين في منطقتي الصفطاوي والكرامة شمال غزة، تبعها بعد ساعات استهداف آخر بالغارات الجوية لمجموعة ثالثة من أفراد الأمن في منطقة التوام، ما أدى إلى مقتل ستة فلسطينيين.
ودعا المكتب القوات الإسرائيلية إلى ضرورة الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي لتسهيل وحماية إيصال المساعدات الإنسانية وغيرها من الضرورات الحياتية لقطاع غزة وداخلها، منبهاً إلى أن هذه الهجمات “ساهمت بشكل كبير في تفشي المجاعة بين المدنيين في غزة”.
وأفاد المكتب بأنه وثق منذ بداية الحرب عشرات الهجمات المماثلة التي استهدفت فيها القوات الإسرائيلية بشكل غير قانوني أفراد الشرطة المدنية، ما ساهم في انهيار النظام العام حول قوافل الإمدادات، في ظل تزايد يأس السكان من الحصول على الغذاء في مواجهة “المجاعة المتفاقمة”، وأدت أيضاً إلى “تفاقم حالة الفوضى وزيادة حدة المجاعة بين الفلسطينيين”.
ومؤخراً، جددت الأمم المتحدة تحذيرها من أن الوضع المتردي بالفعل قد يتفاقم بدون تدفق موثوق وسريع وآمن وغير مقيّد للإمدادات إلى قطاع غزة.
وأكدت ضرورة تمكينها وشركائها الإنسانيين من إيصال المساعدات على نطاق واسع، باستخدام آليات مجتمعية للوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً، محذرة من أنه بدون توفير هذه الظروف، وفي حال استمرار أو تصاعد العمليات العسكرية، فإن حدوث مزيد من الوفيات والنزوح القسري والدمار أمر لا مفر منه.