“إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية” تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات تصفية صغيرة

الثورة – سهى درويش:

“إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية” عنوان ورشة العمل التي نظمّتها كليتا الهندسة المدنية والهندسة الزراعية بمشاركة مديرية الموارد المائية، مديرية الزراعة، مؤسسة المياه، نقابة المهندسين باللاذقية ونقابة المهندسين الزراعيين في قاعة المكتبة المركزية بالجامعة.

وتضمنت الورشة جلسات علمية ناقشت محاور التغيّر المناخي وأثره على الموارد المائية في الساحل السوري، وفرص تحسين إدارة موارد المياه في حوض نهر الكبير الشمالي، وواقع مياه الشرب واستثمارها في ظروف الجفاف، إضافة لبحث رفع كفاءة تخزين السدود، وحصاد المياه، ونظم الري، والاستثمار الأمثل للموارد المائية الجوفية لتفادي هدرها.

عميد كلية الهندسة المدنية في جامعة اللاذقية الدكتور بسام سلطان تحدث عن أهمية هذه الورشة التي تأتي لمواجهة تحديات الجفاف الناجمة عن التغيرات المناخية والتي حلّت بمحافظة اللاذقية وسببت نقصاً بالمياه، الأمر الذي فرض البحث عن حلول إسعافية تضمن لنا توفر المياه.

الرافد المائي للمحافظة

مدير المياه في اللاذقية المهندس عبد الخالق دياب، أشار في ورقة عمله إلى أن نبع السن في اللاذقية يؤمن نحو 85 بالمئة من حاجة المحافظة للمياه بكمية تقدر بـ330 ألف متر مكعب يومياً في حالته الطبيعية والغزارة الوسطية للنبع 13 م٣ /الثانية.

وبسبب انخفاض الهاطل المطري لهذا العام والجفاف، أصبحت كمية الضخ تتراوح بين 240 ألفاً إلى 270 ألف متر مكعب يومياً حيث انخفضت الغزارة الحالية بحدود 4 م٣/ثا، والمؤشر في هبوط.

وبيّن المهندس دياب أن محطة تصفية اللاذقية تعتبر وارداً داعماً لتأمين استقرار مياه شرب المدينة، وتؤمن 185 ألف متر مكعب يومياً في الحالة الطبيعية عند التشغيل الأعظمي، ويتم الضخ بحدود 50 ألف متر مكعب يومياً للمحافظة على المخزون لفترة أطول نتيجة حالة الجفاف وانخفاض منسوب السد.

وأوضح أن مدينة اللاذقية من أفقر المدن بالمياه الجوفية، ويتم حفر آبار على ضفاف الأنهار لتتم الاستفادة من مردودها، والغزارة تتراوح بين 5م٣/ سا إلى 50 م٣/ سا.

مضيفاً: هناك عدد من مصادر الينابيع والآبار جفّت حالياً، وأخرى انخفضت غزارتها إلى النصف تقريباً، مثل آبار كفر دبيل وعين التينة وزاما.

ترشيد استهلاك المياه

وعلى المستوى الفردي يجب صيانة التسريبات المنزلية والاستخدام الذكي للمياه والأجهزة الموّفرة، وتخصيص موظف يعنى بترشيد استهلاك المياه ومراقبتها في المؤسسات العامة، إضافة إلى ري المزروعات بطريقة التنقيط، ما يخفض من 30 إلى 60 بالمئة من الاستهلاك، وضرورة التوّجه نحو الزراعة الذكية من خلال اختيار محاصيل تتحمل الجفاف، والأهم القيام بحملات توعية مجتمعية، والإبلاغ عن أي تسريب في الشبكة، ومعالجة تسريبات الأبنية، ومنع التجاوز أو التعدي على الشبكة والإبلاغ عنه.

مدير المياه لفت إلى تجربة سنغافورة الناجحة باستدامة المياه عبر أربعة مصادر والمعروفة بالأربعة صنابير، وهي مياه الأمطار التي يتم تخزينها عبر 17 خزاناً، والمياه المستوردة من ماليزيا، وتحلية مياه البحر، وإعادة تدوير المياه. وهو ما أدى إلى مواجهة تحدي ندرة المياه وتحويلها إلى فرصة نجاح طويلة المدى، بدءاً من سبعينيات القرن الماضي.

إجراءات المؤسسة

قامت المؤسسة، وفق ما أشار إليه م. دياب، بتقييم الاحتياجات العامة للمحطات، ويتم حالياً التعاقد والتنسيق مع المنظمات لإعادة تأهيل حوالي 18 محطة، إضافة لصيانة 289 مجموعة ضخ و 1390 نقطة تسريب مياه، و 833 متراً طولياً استبدال لخطوط مهترئة، وتمت إزالة 5592 وصلة مخالفة وتعدٍّ على الشبكة.

عن رؤية المؤسسة المستقبلية، أوضح أنها تتجه نحو تحديث وتطوير منظومة الضخ من نبع السن باتجاه محافظة اللاذقية وتنفيذ محطات تصفية صغيرة، وتركيب عدادات ذكية، وتنظيم حفر الآبار لمنع الاستنزاف الجائر، والأهم دعم مشاريع حصاد مياه الأمطار وتخصيص نبع السن فقط لمحافظة اللاذقية، كونها فقيرة بالمياه الجوفية على عكس محافظة طرطوس الغنية بها، والبدء بالتخطيط لتحلية مياه البحر لحل أزمة المياه في البلد بشكل عام.

محدودية الموارد المائية

مدير الموارد المائية في اللاذقية المهندس محمود قدّار، بيّن في تصريح لـ”الثورة، أن هذا الموسم الجاف أعاد النظر في دراسة إدارة الموارد المائية، وهذه الورشة تهدف إلى طرح جميع الأفكار المتعلقة بالموارد المائية من حيث الصعوبات والتحديات القائمة ونقاط الأمل.

وأضاف: تتبع للمديرية جميع المنشآت المائية القائمة، وهي نحو 14 سداً و8 سدات، والينابيع، وأهمها نبع السن، ولاحظنا أثر الجفاف على كفاءة هذه المنشآت، مشيراً إلى أن نقاط الأمل التي يتم البحث عنها هي في الاستفادة من الكمية المتاحة من المياه الجوفية غير المغطاة بالشكل الكامل، وبما يعني أن المياه السطحية في حوض الساحل تقريباً تغطي 70 بالمئة

من المنشآت، أما المياه الجوفية فلا توجد فيها منشآت، ومن الضرورة الاستفادة من تحلية مياه البحر، وهذا عمل استراتيجي للسنوات المقبلة. أما المتاح فهو استخدام البيانات العلمية الدقيقة لإدارة الموارد المائية وبناء القرار الفني والإداري الجيّد لاستدامة الاستفادة.

إدارة الموارد

رئيس قسم الهندسة المائية في كلية الهندسة المدنية بجامعة اللاذقية الدكتور عز الدين حسن، أكد في ورقة بحثه ضرورة إدارة الموارد المتوفرة في ظروف الجفاف والاستفادة من المياه الجوفية المهدورة بالبحر، ورفع كفاءة السدود التخزينية وتطوير منظومة الري بما يتناسب مع الظروف المناخية، وحصاد مياه السدود والبحث في المياه الجوفية المهدورة في البحر، والاستفادة من مياه السن وإقامة منشآت بحرية كبيرة تجمّع مياه السن المهدورة، ودعم مياه الشرب من محطة التصفية في عين البيضا.

الدكتور في كلية الهندسة المدنية بجامعة اللاذقية عباس عبد الرحمن أشار في ورقة بحثه إلى مقترح الاستفادة من الفائض من مياه السن، ورأى أنه بالاطلاع على البيانات المناخية لعدد كبير من السنوات، نستنتج وجود فائض كبير سنوياً بحدود 120 إلى 130 مليون متر مكعب، وفي أدنى حالاته 38 مليون متر مكعب، وهو رقم يكفي لاحتياجات الري كاملة ولشرب ربع سكان المدينة، وبالتالي الاستفادة من هذه المياه أمر ضروري.

وأوضح أن أحد المقترحات هو صنع بحيرة اصطناعية في البحر، من خلال بناء جدار حجز مياه مثل سد الكبير الشمالي ولكن في البحر، حيث يتم فصل المياه العذبة الخارجة من مياه السن بتقنيات خاصة عن مياه البحر، وهذه التجربة قليلة في العالم ومستخدمة فقط في سنغافورة وكوريا الجنوبية، وهما تجربتان ناجحتان وأحدثتا قفزة نوعية في المدينة المقامة فيها وأبعادهما مختلفة، واحدة /34/كم٢، وأخرى أقل من كيلو متر واحد لطول الجدار.

أثر التغير المناخي

نائب عميد كلية الهندسة المدنية الدكتور مجد هيفا تحدث في محور بحثه عن التغيّر المناخي وأثره على الموارد المائية في الساحل السوري، وتناول كميات الأمطار والهطل المطري وضرورة الاستفادة من تتبعها للتنبؤ بالتدفقات المحتمل حدوثها لاتخاذ التدابير الآمنة، والمساعدة في التصميم الأمثل والاقتصادي للمنشآت المائية، إضافة لدراسة تأثير حرائق الغابات على المناخ والمياه. مشيراً إلى أثر المشاريع المائية في التنمية، إضافة لطرق الوقاية من التبخر وتعديل تصميم السدود لتقليل المساحة، ورصد معدلات التبخر.

المهندس هادي ديوب من قسم الحراج والبيئة في كلية الهندسة الزراعية، تحدث في ورقة بحثه عن تحسين إدارة موارد المياه في حوض نهر الكبير الشمالي في ظل التغيرات المناخية الحالية باستخدام النمذجة الهيدروجية لمواجهة نقص المياه، وتحديداً مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التبخر وتغيرات أنماط الهطل.

65 بالمئة فاقد مائي باللاذقية

المهندسة رنا صقر- طالبة دكتوراه في قسم الحراج والبيئة في كلية الهندسة الزراعية بجامعة اللاذقية، تحدثت عن أضرار الجفاف التي تؤدي إلى تراجع إنتاجية الزراعات المطرية وتراجع إنتاجية النظم البيئية الطبيعية ونقص توفر الموارد المائية، وتدني إنتاج الطاقة الكهرومائية ونقص توفر الماء لتزويد المحطات، إضافة لتزايد خطر الحرائق في الغابات وموت الأشجار الحراجية وتدهور البيئات المائية وتزايد الحاجة للري واستنزاف المياه الجوفية وانتشار الحشرات والأمراض.

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...