بدأت ظاهرة التطاول على المعلمين من بعض التلاميذ والطلاب بالانتشار بشكل ملحوظ في بعض مدارسنا إلى الحدود التي لم يعد ذلك مقبولاً، وبحاجة إلى النظر ملياً وعميقاً في أسباب تلك الظاهرة ومحاولة معالجتها، أو على الأقل الحد منها.
في الماضي كان التطاول على المعلم أمراً نادر الحدوث بسبب هالة القداسة التي تحيط به، أما اليوم وبحسب ما أخبرنا به الكثير من المعلمين فقد أصبحت قلة الأدب أمراً طبيعياً وعادياً بين التلاميذ والطلاب، حتى أصبح الطالب الذي يرفع صوته على المعلم ويتهجم عليه ولا يستجيب لتوجيهاته ونصائحه، يلقب بين زملائه بـ (البطل) أو (الشجاع)، فهل هذه هي البطولة والشجاعة التي يتعلمها الأبناء في المنزل، أو في الشارع، أو في المجتمع بشكل عام.
أسباب وعوامل كثيرة وراء اتساع وتضخم هذه الظاهرة الخطيرة والتي تهدد مستقبلنا ومستقبل أبنائنا بشكل عام، والتي تبدأ من التربية المنزلية، ولا تنتهي عند البيئة المحيطة بشكل عام، ناهيك عن الأسباب المتعلقة بهيبة المعلم نفسه.
هذه الظاهرة خطيرة جداً، ويتوجب التعامل معها بجدية ومسؤولية، وخاصة من قبل الأهل الذين يجب عليهم أن يعاقبوا أبناءهم ويؤدبونهم في مثل هذه الحالات، لا أن يشجعوهم ويثنون عليهم لأنهم لم يسمحوا للمعلم بانتقادهم أو الصراخ عليهم وما إلى ذلك.
الكثير من سلوكيات أبنائنا تحتاج إلى تقويم وفي مقدمتها التطاول على المعلمين الذي يحرقون أنفسهم لينيروا لهم الطريق، ورحم الله الشاعر أحمد شوقي حين قال، قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولاً.
عين المجتمع- فردوس دياب