نكاد نقول إن مشهدنا الكروي برمته يمشي حالياً ضمن الدهاليز، مثل لاعب شاب موهوب يبحث عن فرصة عربية أو دولية، ويضطر للدهاليز، لأنها وحسب المعلومات الموثوقة لديه، الوحيدة الكفيلة بمنحه فرصته الذهبية، أو لنتحدث عن مدرب شاب، حصل على الشهادات المناسبة محلياً وإقليميا، ووقف بوجهه الفساد والروتين والمحسوبيات، يلجأ بدوره إلى الدهاليز للحصول على حقه.
إيضاح تلك الدهاليز لا يستلزم الكثير من الكلام، فهي مكشوفة في رياضتنا كما هي مكشوفة في حياتنا كلها، وهي تتم عبر الجسم الرياضي لا سواه، بحيث نسميها نحن (علاقات) ويسميها المتطورون فساداً واضحاً.
متى ننتهي من حكم المكاتب للرياضة والرياضيين؟ هذا هو السؤال هنا، وخصوصاً بما يتعلق بكرة القدم، ومتى يعود للمستطيل الأخضر حكمه وتأثيره على المكاتب وليس العكس؟ أقل الدهاليز قد يغير مصير لاعب كان يمكن لو أعطي فرصته أن يكون نجماً ساطعاً، أو ربما لاعباً خارقاً !! دهاليز الفساد تستنزف كرتنا ورياضتنا، ونقف أمامها مكتوفي الأيدي، وليس بيدنا حيلة، لماذا؟ لأننا نفسياً غير مؤهلين بعد لمحاربة هذا النوع من الفساد، فحربه ثقافة، ثقافة إعداد الأدوات وتقديس القانون، وليس تقديس المصلحة الشخصية الذي هو مرض مختص برياضتنا بامتياز للأسف!! الثقافة هي الحل، ثقافة أن تطبيق القانون يعود بالنفع الشخصي عليك، أكثر من أن نفعك يكمن في مخالفة القانون والقفز فوقه.. وطالما بقينا (ننط) فوق القوانين، سنبقى نسير في الدهاليز.
ما بين السطور- سومر حنيش