الغاز الأذربيجاني إلى سوريا.. خبيرة تنموية لـ”الثورة”: تأثيرات اقتصادية على المدى المتوسط   

الثورة – رولا عيسى :

بدأ الغاز الأذربيجاني بالتدفق إلى الأراضي السورية، بحسب ما أعلن عنه وزير الطاقة في خطوة تهدف إلى مساعدة سوريا لتلبية احتياجاتها من الطاقة.

وتأتي الخطوة تنفيذاً لاتفاق تم التوقيع عليه بين أذربيجان وسوريا، يسمح بتدفق الغاز الطبيعي الأذربيجاني عبر خط أنابيب إلى سوريا.

تقول الخبيرة التنموية الدكتورة زبيدة القبلان: يختلف هذا الاتفاق عن التدفقات التقليدية التي كانت تعتمد على مصادر الغاز من دول أخرى أو عبر خطوط أنابيب قد تكون تحت ضغط أو تأثر بالأوضاع الجيوسياسية.

وأشارت إلى أن تنفيذ الاتفاق يسهم في تعزيز أمن الطاقة، فسوريا تواجه تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتها من الطاقة، وتدفق الغاز الأذربيجاني سيساعد في تقليل الاعتماد على مصادر أخرى قد تكون محدودة أو معرضة للتهديدات.

وأشارت إلى أنه ينعكس على تحسين إمدادات الكهرباء، فالغاز الطبيعي هو أحد الوقود الأساسي لمحطات توليد الكهرباء في سوريا، لذلك فإن تدفق الغاز الأذربيجاني يمكن أن يعزز قدرة البلاد على توليد الكهرباء بشكل أكثر استدامة.

واعتبرت أن البدء بتنفيذ الاتفاق يمكن أن يحد من أزمة الوقود، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والعقوبات المفروضة على سوريا، فإن تأمين إمدادات مستقرة من الغاز يمكن أن يساهم في تحسين الوضع العام في البلاد، سواء من ناحية الطاقة أو حتى من حيث حياة المواطنين اليومية.

وعن دور أذربيجان في منطقة الشرق الأوسط، تشير الدكتورة القبلان إلى وجود دور إستراتيجي لها، كونها تتمتع بعلاقات دبلوماسية وإستراتيجية قوية مع العديد من الدول في المنطقة، بما في ذلك تركيا وروسيا، وهذا يجعلها شريكاً مهماً في مشروعات الطاقة.

وعبر هذا التعاون مع سوريا، تعزز أذربيجان دورها كلاعب مؤثر في منطقة الشرق الأوسط، إذ أنها تقدم نفسها كمورِّد للطاقة يمكن الاعتماد عليه في أوقات الأزمات، على حد قول الخبيرة التنموية.

تحديات

وعن تحديات النقل والتوزيع، تقول: رغم أهمية هذه الإمدادات، إلا أن سوريا لا تزال تواجه تحديات في البنية التحتية للنقل والتوزيع، و قد تكون هناك حاجة لتحديث وصيانة الشبكات المحلية لضمان وصول الغاز بشكل فعال.

من الناحية الاقتصادية تعتبر الدكتورة القبلان أن تنفيذ الاتفاقية من شأنه تعزيز الاقتصاد السوري، لأن الغاز الطبيعي هو أحد المحركات الأساسية للاقتصاد، وتدفق الغاز الأذربيجاني قد يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي على المدى المتوسط.

وختمت: كما أنه قد يمهد هذا الاتفاق الطريق لمزيد من التعاون بين أذربيجان وسوريا في مجالات أخرى مثل النفط، والبنية التحتية، والتجارة.