قـــــراءات جديـــــــدة في تاريــــــخ المــــــرأة الأســـــــطورة

عنوان جديد ينضم إلى سلسلة كتابات موسوعية تبحث في تاريخ المرأة منذ 8000 سنة قبل الميلاد تستعيد فيه الحضارة ألقها عبر دور متفرد للمرأة.
ويشمل الكتاب دراسة لأوضاع المرأة في بلاد الشام والرافدين خلال عشرة آلاف سنة والقسم الصادر حالياً ما بين 8000 ق.م وحتى 610, وهو صادر عن دار الباحث في سلمية بموافقة رسمية من وزارة الإعلام, مؤلف من 500 صفحة من القطع الكبير ويضم عشرة فصول يتناول الفترة التاريخية المذكورة في كل الممالك والإمارات التي قامت في المنطقة دون الإسهاب في ذلك لوجود كتب تناولت هذه الممالك منفردة وإضافة لمقدمة تاريخية لغير المختصين كما تضمن ترجمات لنساء كان لهن شهرة في تاريخ الحضارة وتم الاعتماد في الكتاب على 108 مراجع و30 مرجعاً مترجماً و49 دورية، وينتظر الجزء الثاني دوره في النشر لفترة تمتد حتى العصر الحالي.
كان (للثورة) لقاء مع الباحث نزار كحلة الذي يعتبر هذا الكتاب خامس إصداراته التوثيقية التي تبحث في التاريخ وهي (التخدير والانعاش عبر التاريخ) (ملكات عربيات عبر التاريخ) (المدارس والتعليم في تاريخ الشرق العربي القديم – بلاد الشام والرافدين / الاصدار الرابع) (غزوات شعوب البحر) وقصة للأطفال بعنوان (رعيان العوجا) إضافة لعدد من المشاركات البحثية في كتب مؤلفة حول مدينته سلمية (آثارها وتراثها، وشخصياتها، وتاريخها).
المقارنة لا تصح
وكشفاً لبعض من أسرار حبه ورغبته في الكتابة عن المرأة عبر التاريخ يقول كحلة: لا أؤمن بمصطلح المساواة بين المرأة والرجل، لأن كليهما يبدع وفي كافة المجالات وهما يتكاملان وليس بينهما صراع على ما أنتجه الكون من طاقات وإنما المساواة مصطلح /ربما/ اندرج تحت إطار إرجاع حق المرأة الذي اكتسبته بفطرتها، وأعتقد جازماً من خلال دراستي في التاريخ أن للمرأة دوراً فاعلاً ومهماً جداً في نشوء الحضارة الإنسانية بشكل عام وحضارة بلاد الشام والرافدين بشكل خاص وذلك من خلال اكتشافها للزراعة في 8000 سنة قبل الميلاد واكتشافها للأدوية والعقاقير حيث اعتبرت الصيدلانية الأولى لمراقبتها دورة الطبيعة وما تنتجه من ثروات طبيعية خضراء استطاعت من خلالها معرفة الأدوية، كما وجدت بصماتها الأنثوية على صناعة الفخار وكان لها دور كبير في تصنيع الجعة ومن خلال الربط بين خصوبتها وخصوبة الأرض عندما تلقح من السماء -حسب اعتقاد بلاد الشام والرافدين- جعلت منها آلهة تعبد من قبل كافة أفراد المجتمع واعتبرت آلهة الخصب الأولى التي أعقبت تسميتها بآلهة الصيادين الأولى، ويضيف كحلة: أن سيادة المرأة استمرت لفترة طويلة من الزمن إلى أن بدأت تزاحمها الآلهة الذكورية التي بدأت تظهر بشكل واضح منذ ظهور المدن الأولى وبعد ظهور مفهوم الملكية الخاصة والتي أعطت للرجل مكانة متقدمة بفضل قوته العضلية، وبذلك بدا التحول إلى العصر الذكوري (البطريركي) لكن بعد حوالي 4 آلاف سنة على الأقل.
حضارة بلاد الشام سبقت اليونان
لكن هذا لم يعنِ خروج المرأة إنما أصبح ترتيب الآلهة الأم كرابع الآلهة بعد العظام (آن وانليل وانكي) وبقيت في مجمع الآلهة محتفظة بقدسيتها وما تقديم الرجل إجلاله وقرابينه للمعابد إلا تقديس للمرأة التي توجد فيها كآلهة.
ويبين الباحث كحلة: أن حضارة بلاد الشام والرافدين سبقت الحضارة اليونانية بما لا يقل عن 2500 سنة لكن محاولة طمس حضاراتنا وإظهار الحضارة الأوربية على أنها أولى الحضارات شكلت تاريخاً تهيمن فيه أوربا حتى في عالم الأسطورة.
تراجع دور المرأة
تراجع دور المرأة في الألف الثاني والأول قبل الميلاد مع استمرار الهيمنة الذكورية على معظم مفاصل الحياة خاصة الاقتصادية التي توضحت في المدينة بينما بقيت المراة الريفية ذات دور متقدم لإسهامها الكبير في الإنتاج الزراعي والاقتصاد المنزلي وإلمامها بعلوم الطبيعة، لكن يمكن القول: إن دور المرأة استمر بالتراجع في العصور الميلادية، واعتبرت السيدة العذراء آخر تجليات الآلهة الأم باعتبارها أماً للسيد المسيح.
الهدف من الكتاب
لاغرابة أن الباحث في التاريخ يجد متعة في البحث والتنقيب عن مصادر معلوماته في أعماق الكتب محاولاً إثبات أو دحض نظريات معينة لا تتماشى مع روح الحضارة التي عاشتها المنطقة جغرافياً وتاريخياً وهذا ما كان من مؤلف الكتاب الذي أصر بعد دراسته لمعهد صحي واعتماده على نفسه أن يعيد دراسة التاريخ في جامعة دمشق وينال جائزة الباسل في سنته الثانية ماضياً بالنجاح في الفرع الذي يعشق دراسته لذلك كان هدفه واضحاً، وفي هذا الكتاب هدف إلى إبراز دور المرأة في قيادة المجتمع فيما لو أحسن الاستفادة من قدراتها وهذا ما أثبته التاريخ وهو على يقين أن الأمة التي تعطي للمرأة حقها وتمنحها دوراً بارزاً في قيادة المجتمع فكراً وعملاً هي أمة تسعى لتكون في مصاف الأمم ويؤمن نزار كحلة أن المرأة يجب أن تعز من هذا الدور لذلك قال: أهديت هذا الكتاب إلى كل أنثى تفتخر وتعتز بأنها أنثى.

 

أيدا المولي
التاريخ: الجمعة 8-2-2019
الرقم: 16905

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق