التخصصي الأول في سـورية رغم المساعي المستمرة نحو الاعتمادية.. مشفى العيون الجراحي بدمشق..28 ألف مريض خلال العام الماضي ولجنة لوضع بروتوكول سوري لطب العيون وجراحتها
لم يكن مشفى العيون الجراحي بدمشق إلا واحدا من المشافي الوطنية التي حافظت على تواجدها وأدائها خلال فترة الحرب على سورية، وكما يهتم بالجانب الخدمي منذ تأسيسه عام 1982 من مراجعات وفحوصات وإجراء عمليات العين كافة، فإنه يهتم برفع كفاءة الكادر الطبي والتمريضي لديه عن طريق تنفيذ المحاضرات والدورات المستمرة لمواكبة كل جديد في مجال طب العيون. إلا أن واقع المشفى وبرامجه وخططه وخدماته الحالية والمستقبلية مسألة يتحدث عنها أهل الاختصاص؟
الخدمات بالأرقام
وبحسب ما أكدته مديرة المشفى الدكتورة رنا عمران فإن المشفى خلال العام الماضي استقبلت 28966 مريضا في عياداتها الخارجية، وقدمت خدمات طبية في قسم الشبكية إلى 11190 مريضا وإلى 3091 في قسم تجميل الأجفان الذي تتم فيه كافة الأعمال الجراحية المتعلقة بجراحة الأجفان، و4845 عملية في قسم الزرق، وأكثر من 6991 عملية زرع قرنية، وهناك اكثر من 3340 عملية حول و3483 عملية ليزر. مشيرة إلى 804 عمليات صغرى تم اجراؤها في قسم الجراحة الصغرى الذي يقدم خدمات جراحية اسعافية على مدار الساعة، و 3996 عملية كبرى للعام ذاته. بالإضافة إلى الخدمات الأخرى التي يقدمها المشفى من خلال باقي الأقسام ومنها قسم المخبر وقسم التصوير الشعاعي وقسم الصيدلة وقسم الشعب وقسم التعقيم المركزي وقسم تصحيح البصر.
ولفتت عمران إلى تبعية المشفى لمديرية صحة دمشق إلى أن أصبحت هيئة مستقلة بموجب المرسوم رقم 427 في عام 2009 كهيئة عامة صحية تدريبية باسم مستشفى العيون الجراحي تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي الإداري وترتبط بوزارة الصحة.
الأكثر نوعية
إن أكثر العمليات التي تراجع مشفى العيون الجراحي هي عمليات الماء البيضاء وعمليات القطع الزجاجي والحقن الدوائي داخل الزجاجي وعمليات الحول وتصليب القرنية وعمليات الزرق وأرغون ليزر وياغ ليزر, ويعتبر المشفى في حركة مستمرة لتقديم مزيد من الخدمات، وتبين إحصائية العمليات النوعية في الهيئة إلى وجود 265 عملية قطع زجاجي في العام المنصرم، و4 عمليات زرع حلقات 124 عملية زرق، وإلى 63 عملية زرع قرنية وهي الحدث الذي بدئ العمل به في المشفى مع أوائل عام 2016 مقابل مبالغ رمزية تعادل 20 ألف ليرة سورية في حين تتجاوز تكلفتها 800 ألف ليرة في القطاع الخاص. مبينة أهمية الدعم الرسمي لقطاع الصحة من تحقيق كفاية من الأدوية والمستلزمات والتجهيزات الطبية وتحديث للإمكانيات مشيرة بأن لدى المشفى احتياطاً استراتيجياً من الأدوية والمستلزمات يكفي لأكثر من عام ويضم أحدث الأجهزة.
90 طبيباً مقيماً
وتحدثت مديرة المشفى عن تدريب 90 طبيبا مقيما سنويا لمختلف الاختصاصات الخاصة بأمراض العيون وجراحتها وتعتبر المشفى هي المركز الوحيد في سورية والمعتمد الأول لتدريب المقيمين وتأهيلهم للتقدم لفحص البورد العربي لأمراض العين وجراحتها، وفيه يتم إجراء اختبار المقابلة الشفهي لنيل شهادة البورد السوري. إن الكادر الطبي يضم خيرة الأساتذة في الاختصاصات الدقيقة للعين ويهتم بالجانب الخدمي ويعمل باستمرار على رفع كفاءة الكادر الطبي والتمريضي عبر تنفيذ الدورات المستمرة إضافة لتنظيم ثلاث محاضرات أسبوعياً وبرنامج الندوات الدوري.
تجاوزنا النقص
تسرب الكوادر مشكلة حقيقية واجهتها غالبية المشافي السورية بسبب الحرب وكان لكل منها محاولاته في تعويض النقص والعمل بجهود مضاعفة من قبل الكوادر التي بقيت وقد أكدت مديرة المشفى استمرار العمل لغلق أي ثغرة سببها غياب بعض العاملين والمختصين وقد تجاوز المشفى مشكلة نقص الكوادر التي كانت موجودة في بعض الاختصاصات من خلال إجراء اختبار لتعيين عدد من المواطنين من الفئتين الرابعة والخامسة في نهاية عام 2018 وهناك خطة لتعيين عدد من المواطنين من كافة الفئات في عام 2019 بما يتوافق مع مشروع النظام الداخلي للمشفى، بالإضافة إلى محاولة استقطاب الخبرات العلمية في مجال أمراض العين وجراحتها عن طريق عقود استشارية وخبراء لرفد الهيئة بالكوادر المؤهلة علميا وعمليا لكون المشفى هو الوحيد المؤهل لتدريب الأطباء المقيمين للحصول على شهادة البورد العربي والبورد السوري بالإضافة إلى أن الكوادر القديمة من ذوي الخبرة والتي بقيت موجودة في الهيئة كبيرة لا يستهان بها وتعمل بأكثر من طاقتها وقدرتها.
رمزي مقارنة بالخاص
يعتبر مشفى العيون هو التخصصي الأول في سورية الذي يقوم بتوفير العناية الطبية والتشخيصية والعلاجية والجراحية باختصاص أمراض العين وجراحتها وجميع هذه الخدمات إما بشكل مجاني أو بأسعار رمزية، وبحسب الدكتورة عمران فإن نسبة المجاني في المشفى هي 65%, بينما نسبة المأجور لا تتجاوز 35% وهي مبالغ قليلة جدا في حال مقارنة هذه المبالغ مع التعرفة في القطاع الخاص وبالنسبة لجودة الخدمات المقدمة والخبرات والكوادر المتوفرة.
لا يملكون القدرة المادية
يستقبل المشفى الشريحة الأوسع من الطبقة الشعبية ومن أصحاب الدخل المحدود والفقراء من كافة المحافظات، وتأخذ الخدمات المتكاملة التي تقدمها المشفى مقابل أسعار شبه رمزية أو مجانية صدى كبيرا لدى المرضى والمراجعين، فهي تخفف الكثير من الأعباء المادية عن كاهل هذه الشريحة من المجتمع، وقد أبدى المرضى الذين تحدثنا معهم ارتياحا عاما من الخدمات المقدمة في المشفى من حيث ترتيب الدور وطريقة العمل المؤتمتة في العيادات الخارجية، وفي الأقسام الأخرى.
قسم جديد للعمليات
الجديد بالنسبة لهيئة مشفى العيون الجراحي بحسب إدارته هو افتتاح قسم إضافي للعمليات بحيث تصبح قادرة على استقطاب العدد المتزايد من المرضى، كما يتم العمل على إنشاء كتلة بناء جانبية ومستقلة مخصصة لتكون مستودعات للهيئة، وإدخال وإخراج المواد مع شروط حفظ لكل مادة من أدوية ومستهلكات طبية.
وأشارت الدكتورة رنا إلى تجديدات أخرى عملت عليها المشفى خلال السنوات الأخيرة حيث تم البدء بأتمتة المشفى انطلاقا من قسم المحاسبة وصولا إلى أتمتة قبول المرضى بهدف التخفيف من الروتين وتسريع حركة الموظفين والمرضى وتقديم الخدمات لهم بشكل سلس ومنظم.
التحديثات مستمرة
وكغيرها من المشافي السورية تعرضت الهيئة العامة لمشفى العيون الجراحي لصعوبات تتعلق بالصيانة والإصلاحات وتأمين بعض المستلزمات بسبب مقاطعة بعض الشركات الأجنبية خلال فترة الحرب إلا أن ذلك لا يعني وجود نقص في الأجهزة.
كما أوضحت مديرة المشفى بل استمر العمل والتحديث في جميع الأقسام والتغلب على أي مشكلة بفضل المكتب الهندسي الموجود فيها والدعم المستمر من قبل وزارة الصحة في موضوع الإصلاح وفي تأمين أجهزة جديدة. وقد شهدت المشفى تحديثات مختلفة خلال عام 2018 في موضوع التجهيزات الطبية حيث تم تأمين جهاز مونيتور وجهاز تخدير وجهاز ياغ ليزر وثلاثة أجهزة أوتو عيني ومجهر عمليات وقاطع زجاجي وقارئ الصور الشعاعية بالإضافة إلى أخذ موافقة مبدئية على توريد جهاز أكزايمر ليزر خلال عام 2019 مبينة حرصهم على تطبيق نظام الجودة في المشفى للحصول على الاعتمادية من خلال تشكيل لجنة إدارة الجودة التي تعمل على وضع سياسات عمل لكافة أقسام المشفى تتضمن اعداد نماذج لكافة التجهيزات لمعايرتها مرة واحدة بالسنة على الاقل وإعداد هيكلية وهرمية لترميز الوثائق بما يتوافق مع نظام الاعتمادية.
بروتوكول سوري
وضمن برنامج الاعتمادية الذي تعمل عليه الوزارة تحدثت عمران عن إعداد خطة وتشكيل لجنة لوضع بروتوكول سوري لطب العيون وجراحتها ومخاطبة الجهات المعنية بذلك لاعتماده أصولا، وإعداد برامج للأمراض الوبائية المتعلقة بأمراض العيون لتتمكن اللجنة من وضع الخطط والمراسلات اللازمة لذلك، بالإضافة إلى مناقشة فتح ملف لكافة العاملين في الهيئة ومخاطبة الشؤون الاجتماعية والعمل لموافاتهم بالإجراءات والتعليمات المتبعة ليتمكنوا من فحص كافة العاملين وتزويدهم باللقاحات اللازمة أصولا، ومناقشة وضع العيادات الخارجية والاتفاق على وضع خطة لتدفق المراجعين و فرزهم حسب حالتهم مع وضع برنامج لزيارات الأقسام بشكل أسبوعي. لافتة إلى حيوية وزارة الصحة وما قدمته من اهتمام ورعاية لمشفى العيون على الرغم من قساوة ظروف الحرب على البلد ككل، من حيث تأمين مستلزمات وشراء أجهزة واستمرارية في الصيانة وغيرها.
ميساء الجردي
التاريخ: الاثنين 11-2-2019
الرقم: 16906