يأخذ سلوك التنمر شكله الفاضح في كثير من الصور والمشاهد، ولاسيما بين أبناء المجتمع الواحد- إن لم يكن بين أبناء الحي والأسرة الواحدة، سواء أكان لفظاً أم اعتداء لأقل مشاجرة أم لأي سبب كان.
هذه الظاهرة لم تعد خافية على أحد لناحية تداعياتها السلبية، ومدى تمردها على الواقع بدءا من الآباء والأمهات، مروراً بتقاليد وعادات المجتمع.
فالمسألة الطارئة التي كنا نلمس تداعياتها السلبية بين اليافعين والمراهقين المزهوين بنموهم وقدراتهم الجسمية، ولاسيما في المدارس مثل الضرب والمشاكسة، باتت تحدث في الشارع وحافلات النقل وفي الأسواق والأماكن العامة المزدحمة.
إذ بات عادياً التفوه بألفاظ نابية، شتائم، وسباب، تخجل الآذان سماعها، مع حملة النعوت المختلفة التي يلجأ إليها بعض المتنمرين، والتي لا تشي إلا بحالة الفوضى وانعكاس فقدان الأخلاق، والتربية، وقلة الانضباط، وعدم احترام الصغير للكبير، وعطف الكبير على الصغير، ومساعدة الناس لبعضها البعض.
قد تكون العنترية والحضور إلى الواجهة من خلال افتعال أي مشكلة أو مشاكسة مقصودة للفت الانتباه، هو نوع من الاستعراض لتعويض حالة الضعف لدى هؤلاء، أو لنقص معين في شخصيتهم ونفسيتهم، وقد تكون نوعاً من التحدي تعكس واقعاً تربوياً معيناً في الأسرة، وربما ظروف الحياة الصعبة.
من الضروري بمكان أن يعالج سلوك التنمر القديم الحديث، والذي بات موضة من موضات العصر، عبر دور الأسرة المسؤول الأول عن التنشئة وآداب التربية مروراً بالمدرسة التي يقع عليها العبء الأكبر في تعزيز مفردات المحبة والتعاون والتكافل الاجتماعي، فمنظومة الأخلاق لا تتجزأ في أعراف وتقاليد مجتمعنا الذي كان ومازال عنوانا للمحبة والتسامح والأخوة.
#صحيفة_الثورة