منذ مدة انتشر على موقع التواصل الاجتماعي «انستغرام» مقطع يفيد بدبلجة مسلسل «ما فيي»، إلى لغة أجنبية، غير اللغة/اللهجات العربية المحكية التي يُعرض بها.. ما زاد من احتمال القيام بمقارنات بينه وبين أسلوب درامات أخرى من نمط «السوب أوبرا» التي انتشرت عن طريق الدبلجة على الفضائيات العربية.
وبعيداً عن صحة خبر دبلجة العمل السوري اللبناني المشترك «ما فيي»، ثمة الكثير من نقاط التقاطع بينه وبين مسلسل «جسور والجميلة» الذي عُرض العام الماضي محققاً متابعة لافتة لاسيما أنه جمع النجمين توبا بويوكستون وكيفانيش تاتليتوغ.
لا تحتاج إلى الكثير من المتابعة المتفحصة حتى تكتشف التشابه الكبير بين العملين.
فالاثنان يحكيان عن قصة غامضة «جريمة» حدثت في الماضي ويأتي الابن، ابن الضحية، إلى الضيعة، مكان الجريمة، لاكتشاف السرّ.. وفي طريقة للوصول للحقيقة يعترضه غريمه كبير الضيعة/البلدة.
الخط العام هو ذاته في كلا المسلسلين.. لكن قائمة التشابهات تطول لدى المتابعة اليومية.
فالبطل جسور في العمل الأصلي يقوم في أول لقاء له مع البطلة سوهان بإنقاذها من حادثة.. والشيء ذاته سيتكرر في النسخة العربية حين يقوم البطل «معتصم النهار» بتخليص «فاليري أبو شقرا» من محاولة أهل الضيعة إيذاءها.. لكننا نشاهد الأمر في الحلقة الثالثة لا الأولى.
في كلا العملين البطل يحاول اكتشاف لغز جريمة حدثت لعائلته في الماضي.
وكذلك يهوى ابنة غريمه في الأول، التي تصبح في النسخة المعرّبة الابنة والحفيدة معاً، لأن الغريم في «ما فيي» ذو حضور مزدوج متمثلاً بالأب، والد البطلة، والجد.
و»البيك» في المسلسلين، كما العادة يمتلك ثلاثة أرباع المنطقة، مكان الحدث.
زوجة الابن/الحفيد في النسخة العربية لديها مشكلات نفسية تتسبب بمآزق مع العائلة، وذات الشيء مع زوجة ابن كورلوداغ التي تحبك الكثير من المؤامرات.
وغيرها من نقاط التقاء تُحيل الذاكرة إلى الأصل وتجعل العين معلّقة به مبتعدةً عن النسخة الباهتة بأكثر من موضع.
الشيء الذي تفرّد به «ما فيي» من إنتاج شركة الصبّاح، هو تقديم الكاتبة كلوديا مارشيليان إعداداً متقناً للعمل الأصلي ناسب البيئة المنقول إليها ليصبح بنكهة عربية تتوافق ونوع الدراما المشتركة بين الجانبين «لبناني وسوري».. فأضافت للخط العام «المقتبس» تصوّراً له خصوصية تفريعاته التي لم تكتسب أي شيء من ميزة التشويق والجذب التي اتصف بها العمل الأصلي..
وبذلك بقي الأصل متفوقاً على النسخة بأسلوبية جمعت ما بين الرومانسي والتشويقي «الأكشن».. فكل حلقة من «جسور والجميلة» كنا أمام مغامرة يقدم عليها البطل.. الشيء الذي نفتقده في «ما فيي» الذي يعاني من مشكلة الإطالة دون أي متعة.. بالإضافة إلى الأداء الباهت لأبطاله والذي كان أول أسبابه عدم وجود حبكة تتصاعد فيها الحكاية وصولاً إلى الذروة.. عدم وجود حدث/ أحداث تتعاقب وتشكّل مفاصل مهمة في سير اللعبة الدرامية.
دون نسيان حيلة تتعمّدها الدراما السورية اللبنانية تتجلّى باستقدام وجه جميل ليلعب دور البطولة.. لكنها حيلة فاشلة ليس لها إمكانية إنقاذ عملٍ وضمان نجاحه.. وهو ما لجأت إليه
المخرجة السورية رشا شربتجي في «ما فيي» حين جعلت فاليري أبو شقرا بطلة قبالة معتصم النهار.
لميس علي
lamisali25@yahoo.com
التاريخ: الاثنين 25-2-2019
رقم العدد : 16917