الهنـــد والبـــاكســـــتان وما صنــــع بينهمـــــا الحـــداد «الإرهــــــابي».. فتيل كشمير بين الجارتين النوويتين.. وترسيم الحدود بأصابع التدخل الأميركي
هو صراع بين جارتين نوويتين -الهند وباكستان- وما صنع بينهما الحداد الإرهابي في كشمير من حركة «جيش محمد» التي أبقت فتيل الحرب العتيقة قائماً رغم ما أطفأه الزمن الدبلوماسي والتفاهمات ولكن لنفتش عن اسرائيل والتحريض الأميركي في كل ماحدث ويحدث بين هاتين الدولتين الذي لفتتا الأنظار العالمية إليهما في اشتباك جديد حدث منذ أيام ارتدعت لأجله الدول المتعقلة ودعت الى التهدئة طالما أن كلاً من نيودلهي وإسلام آباد تملكان زراً نووياً وخارج النادي النووي أيضاً ما يشكل خطراً في المنطقة وتصعيداً يستجر الاستثمار السياسي والعسكري الأميركي والاسرائيلي فيه.
فخطورة الحروب اليوم لا تكمن فقط باندلاعها بل بالاستثمار الغربي فيها بحيث تصبح عصية على التوقف وعاجزة عن ايجاد الحلول.. وقد يكون ماجرى في المنطقة درساً دفع كل من الباكستان ممثلة برئيس وزرائها الى الدعوة الى التهدئة بينما قالت الهند إنها لا تريد التصعيد بل الافراج عن طيارها الذي تم أسره يوم الأربعاء الماضي بعد إسقاط اسلام آباد لمقاتلتين هنديتين في أجواء كشمير واغلاق مجالها الجوي أمام حركة الطيران فيما قامت نيودلهي بالمقابل بإسقاط طائرة باكستانية.
من يكون (جيش محمد)؟
أعلنت جماعة جيش محمد، التي تتخذ من باكستان مقراً لها، مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري في 14 شباط الجاري في الجزء الهندي من كشمير والذي أسفر عن مقتل 46 جندياً هندياً على الأقل، ليصبح هذا الهجوم الأكثر دموية ضد القوات الهندية في المنطقة منذ عام 1989.
وتعتبر كل من الهند والأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا هذه الجماعة منظمة إرهابية.
أسس ما يسمى مسعود أزهر هذه المجموعة الإرهابية بعد أن أطلقت الهند سراحه من السجن عام 1999. وكان أزهر واحداً من ثلاثة رجال أطلقت الهند سراحهم مقابل اطلاق سراح طاقم وركاب طائرة هندية اختطفت إلى أفغانستان التي كانت تحت سيطرة حركة طالبان حينئذ. وذكرت تقارير أن أزهر التقى بزعيم طالبان السابق الملا عمر وزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.
وتلقي الهند باللوم على الجماعة في الهجوم الذي وقع على البرلمان الهندي في العاصمة الهندية دلهي في كانون أول عام 2001 ونفت الجماعة مسؤوليتها عنه.
وحظرت الجماعة رسمياً في باكستان عقب ذلك الهجوم ولكنها مازالت تنشط بأسماء مختلفة مثل «فرقة أفضل غورو» و»المرابطون» و»طريق الفرقان». واتهمت الهند مؤخراً الجماعة بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع على قاعدة باثناكوت الجوية قرب الحدود الباكستانية في كانون الثاني 2016 وأسفر عن مقتل 3 أفراد من قوات الأمن. وقتلت القوات الهندية قائد الجماعة نور محمد تنتاري في كانون الأول عام 2017 في ما اعتبر ضربة قوية لها.
يقول مسؤولون استخباراتيون وخبراء أمنيون إن «جيش محمد» وقائده مسعود أزهر، لديه علاقات بشكل أو بآخر بتنظيم القاعدة، إذ كان هناك تدريب لقيادات الجيش في معسكرات طالبان الباكستانية أو الأفغانية والتي كان للقاعدة تواجد قوي بها.
ويرى خبراء أمنيون ومراقبون، أن تنظيم القاعدة قدم دعماً قوياً لـ «جيش محمد» وانشق عنه حركات فرعية موالية لتنظيم القاعدة، مثل «خُدام الإسلام». دأبت الهند على مطالبة باكستان بتسليم أزهر الذي يتردد وجوده في البنجاب، شرقي باكستان، ولكن باكستان ترفض ذلك مؤكدة أنه لا تتوافر أدلة ضده. وبعد الهجوم الأخير في كشمير طالبت وزارة الخارجية الهندية باكستان بـ «وقف دعم الإرهابيين والجماعات الإرهابية التي تنشط على أراضيها وتفكيك البنية الأساسية التي يستخدمها الإرهابيون لشن هجمات على دول أخرى».
عزة شتيوي
التاريخ: الجمعة 1-3-2019
الرقم: 16921