يعرف من يتابع تاريخ سورية أنها أهدت البشرية الحرف الأول واللون والصناعة والزراعة والمدنية, ففي سورية وحدها ثلاث مدن من عشرة هي الأقدم في العالم.
في شهر آذار دائماً يتجدد الخصب, ويبدأ موسم الطبيعة الذي خلّده السوريون بأساطيرهم وأناشيدهم وطقوس أفراحهم… هذا الخصب يوغل في العمق عشرة آلاف عام ولايمكن أن ييبس أو ينتهي, فهو مستمر بالعطاء والعمل وبالقدرة على الابتكار والتجديد والمضي نحو آفاق الحضارة.. وماتشهده سورية اليوم ماهو إلا استمرار لحكمة في التعامل اللاحق مع الوقائع, والقراءة الدقيقة للأحداث, والرغبة الحقيقية بالحفاظ على المنجزات، وفي التطوير والتأهيل والتحديث…
صحيح ان ثمة ملاحظات ونقاطاً سلبية في مكان ما, لكن هل نغفل أن خلال الحرب لم تتوقف النشاطات الثقافية يوما واحدا.. هل نغمض أعيننا فلانرى المشهد بوضوح ؟ هل نسينا المسرح والسينما اللذان تألقا في سنين الحرب ؟ وهل نغفل عن المعارض التشكيلية والندوات الفكرية والمهرجانات التي حققت حضورا جيدا رغم كل الظروف.؟!!.
لاشك ان الحراك الثقافي لايكون حقيقياً إلا إذا كان عميقا ومجديا وساعيا للحضور والألق لتحقيق افضل مايمكن تحقيقه..
لهذا كله.. في شهر آذار وفي كل يوم نأمل بالمزيد، ونطمح إلى الكثير من العمل الجاد, والخطوات الثابتة, والعمل الجماعي الذي يشكل نواة حقيقة للاستمرار.. فأي مسعى جدّي وأي استراتيجية ثقافية ستعمّ فائدتها على الجميع وستشكل دعماً وحافزاً للجهود السائرة في طريق المستقبل المأمول بجميع شرائحه وفئاته المتآلفة نحو مايطمحون إليه من نجاحات وعطاءات.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 13-3-2019
الرقم: 16930