تَراجعت حِدة مَعارك الميدان ليس بسبب تَراجع الهجمة العدوانية ضد سورية، وإنما لأنّ حركة الميدان وزِمام المُبادرة – بعد الإنجازات الكُبرى التي تَحققت – صارت بيد سورية وحلفائها، ولذلك يلجأ حلف العدوان بهذه الأثناء للحَركات الناقصة، الاستعراضية الساقطة، للتَّعويض، للتَّعطيل، ودائماً لمُحاولة إطالة أمد الحرب.
الحربُ تأخذ أشكالاً أخرى بعد أن تَكسرت أذرع العدوان الإرهابية، نعم يَحصل هذا، فمن إجراءات الحصار الجائر، إلى النَّفخ مُجدداً بمحاولة تَسييس مِلفي الكيماوي وحقوق الإنسان المُتخمين بالفَبركات والأكاذيب، فضلاً عن التزوير، مروراً بالمُماطلة الأميركية المَكشوفة في الركبان والباغوز، وصولاً لمُحاولة الالتفاف التركية على تفاهمات سوتشي وآستنة، وليس انتهاء بجولة السيناتور ليندسي غراهام برفقة نتنياهو في الجولان السوري المحتل.. ولكن!.
هي حركاتٌ تَعكس أزمة العدوان، وتُظهر بوضوح المآزق السياسية لمُكونات مَنظومة الحرب وحلفها الشرير، ولا تُؤكد من حقيقة سوى أنّ المسار خرجَ عن السيطرة الأميركية، وقد بات من المُستحيل استعادته، ليَبقى من الواقعي أن يَتركز بحث واشنطن عن الخروج بأقل الخسائر لا على العناد والإنكار!.
دحرُ التنظيمات الإرهابية ومُلاحقة فلولها واجتثاثُ ما بَقي منها، أمرٌ حاصل، يُستكمل، وسيُستكمل بريفي اللاذقية وحماة وفي عمقهما الإرهابي بإدلب، المحافظة، التي ستَعود يَقيناً نَظيفة خضراء لا حُثالات فيها تُهدد حلب وريفها تَنفيذاً لأوامر اللص أردوغان وتَحقيقاً لأوهامه المُتقاطعة مع أوهام واشنطن التي يَشتغل عليها الجانبان عَبثاً!.
الاستفزازاتُ غير المُنقطعة، والمُمتدة من الباغوز إلى الرقة واعزاز وعفرين وصولاً لخان شيخون وبداما وكفر زيتا، هي مُحاولة لاستكمال مَسارات التصعيد السياسية في جنيف ونيويورك وبروكسل، حيث تَستضيف الأخيرة حفلة تَكاذب جديدة (مانحون – مساعدات – دموع تماسيح .. وما إليها)، لتَأتي الوقائع فتَفضح الجميع بلا استثناءات، فهذه وحدةُ الحال المُتجسدة على الأرض بين أردوغان والمُرتزقة تَكشف الكثير ولا تُبقي سراً، وتلك أدلةُ موسكو تُعمق تَوثيق الحالة التي تُظهر قذارة رعاة الإرهاب.
باليَقين نَقطع، اننا على مَوعد جديد نُعظِّم فيه انتصاراتنا، ونُضاعف فيه خَيبات وانكسارات مُعسكر أعدائنا، ذلك أنّ خطاباً أميركياً حاقداً مُتصهيناً يُلقيه غراهام في الجولان المُحتل، لن يُغيِّر بالحقيقة شيئاً، وذلك أنّ الاجترار بأكاذيب الكيماوي وحقوق الإنسان، صار مُقززاً وبلا جَدوى، وذلك أن ازدحام النِّفاق على الشريط الحدودي السوري العراقي، لن يَفضح إلا أصحابه، فَحَبل الكذب قصير، وإن غداً لناظره قريب.
كتب علي نصر الله
التاريخ: الأربعاء 13-3-2019
الرقم: 16930