بين السفاهة والوقاحة يتأرجح حال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في كل ما يصدر عنه من تصريحات سياسية على المنابر التي تشهد على مرور ثقيل الظل لذلك الطائش المتهور في حقول السياسة وعلى بساط الدبلوماسية، أو بما يتفوه به من ترهات نشاز يفرد لها مساحة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
من أخبر ذلك المعتوه الأبله أن واشنطن تستطيع بممحاة عربدتها شطب حقوق الشعوب، ومن خدعه بفكرة أن لأميركا الحق في تفتيت وحدة الدول ذات السيادة، وفصل عرى ترابطها التاريخي والجغرافي وإن امتلكت كل ترسانات القوة الهمجية في العالم، هل هو تورم الغطرسة المسكون بها ترامب الذي أوصله إلى أقصى حدود العته السياسي؟! ويقود ضلال خطواته لينساق بجنون المارق على الشرعية الدولية وراء استطالات أوهامه كرمى لعيون معشوقته الإرهابية (إسرائيل) التي يرتمي صاغراً تحت أقدامها لكسب ود اللوبي الصهيوني.
واهم ذلك المفرط في عنجهيته، القابع خلف مكتبه البيضاوي، ممارساً هواية تمزيق وتفصيل الشرق الأوسط بسكين الرغبات التوسعية الصهيونية، حين يعتقد أن الحبر الأميركي الرخيص المنساب على صكوك تجديد البيعة لنتنياهو ورفع أسهمه الانتخابية، سيكون قادراً على نسف حقائق التاريخ وشطب صفة الاحتلال عن الكيان الصهيوني وإبطال صلاحية القرارات الدولية التي تجرمه وتطالبه بإنهاء احتلاله.
المتابع لحلقات المجون الأميركية وخبث تصريحات أرعنها؛ يدرك جيداً أن واشنطن ما زالت تلعب بالنار لإذكاء الحرائق في المنطقة، تلبية للمشيئة الصهيونية ببث الفوضى التخريبية واستهداف محور المقاومة.
من القدس إلى الجولان وإلى كل بقعة في المنطقة ترفع فيها راية للمقاومة جسر التآمر الأميركي الصهيوني موصول، وفي القضية الفلسطينية كما في الشأن السوري، تتجلى أعلى درجات فجور وعربدة واشنطن بالشرق الأوسط، الذي رسمت بسكينها الإرهابي سيناريوهات تمزيق خريطته وإعادة رسمها على مقاس الأطماع التوسعية الإسرائيلية.
لكن ما بين ما تريده واشنطن رأس الأفعى الإرهابية ومن ورائها العدو الصهيوني، وبين معطيات الواقع الميداني، تبقى الكلمة الفصل لإصرار السوريين على نسف مخططات التفتيت والتمزيق والاقتطاع والسلخ المرادة للخريطة السورية، وعزمهم على دحر الإرهاب عن كامل جغرافيتهم، وصون وحدة أراضيهم.
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 29-3-2019
الرقم: 16943