كيف نحمي أبناءنا من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي

تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى جزء من حياة أبنائنا الشباب شئنا ذلك أم أبينا. حيث يتواصل شباب اليوم ، مثل معظمنا ، رقمياً. وهم يميلون إلى البقاء على اتصال مع بعضهم البعض على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع عبر هواتفهم وأجهزة الحاسوب الخاصة بهم. ولكن هذا الاتصال المستمر ليس دائما تواصل محبين وأصدقاء.
فقد ظهرت أنواع من التنمر والبلطجة الالكترونية التي زادت المشهد تعقيدا. تظهر البلطجة الإلكترونية حين يستخدم أطفال ومراهقون الانترنت وخدمات الايميل والرسائل الهاتفية النصية على واتس آب خاصة، ومواقع التواصل الاجتماعي والمنابر الإلكترونية وغرف الدردشة للتحرش وتهديد وترويع أطفال ومراهقين آخرين. والموضوع يتجاوز أحيانا تهديدات أطفال لأطفال، إلى قيام بالغين بترويع وتهديد الأطفال.
والملاحظ أن المراهقين واليافعين هم أول ضحايا ظاهرة أصبحت تعرف بـ»البلطجة الإلكترونية» وما يصاحبها من ترويع إلكتروني للضحايا. فكيف يمكن التعامل مع هذا النوع من الترويع والبلطجة؟
من المعروف أن البلطجة الإلكترونية لا تتطلب قوة عضلية وتفوقا بدنيا أو عصابة من الطلاب المشاغبين في باحة المدرسة لترويع الأطفال الآخرين، فالموضوع يلزمه معرفة بالاستخدام المتقن لعالم الانترنت بما يؤهل البعض لمضايقة الآخرين دون أن يضطروا غالبا إلى الكشف عن هويتهم الشخصية. ويمكن للبلطجي أن يطارد ضحاياه بشكل مستمر وفي كل مكان في ظل تواصل الأجهزة الإلكترونية وارتباطها ببعضها. وتتحدث الإحصاءات عن تعرض ثلث المراهقين إلى عمليات بلطجة وترويع إلكتروني خلال حياتهم.
وقد اتهمت دراسة جديدة شركات الاعلام الاجتماعي مثل فايسبوك وسناب تشات وتويتر بعدم حماية الشباب من البلطجة الالكترونية بعد أن وجدت أن الاعتداءات والمضايقات التي يتعرض لها الشباب عن طريق الإنترنت تؤثر على صحتهم العقلية.
ووجدت دراسة أن معظم المراهقين يتعرضون للإساءة الإلكترونية. وهذا النوع من البلطجة يمكن أن يشعر المراهق بأنه لا مفر منه. إذ يتعرض المراهقون لأنواع من العنف عبر النت حسب دراسة أجراها مركز أبحاث أميركي. ومن هذه الأنواع نشر صور غير مرغوب بنشرها ونشر إشاعات مسيئة وغير ذلك من أمور تؤرق المستهدفين وتسبب لهم أمراضا على المدى الطويل. إن المتسللين عبر الإنترنت يمكنهم متابعة المراهقين أينما كانوا في أي وقت من اليوم – ويمكن أن ينتشروا بسرعة عبر الشبكات الاجتماعية – وهذا النوع من الإساءة يمكن أن يعطي المراهقين شعورا بأنه ليس لديهم مكان آمن للهروب إليه.
فكيف يمكن لمستخدمي النت الشباب حماية أنفسهم؟!
هناك أشياء يمكن أن يقوم بها المراهقون لحماية أنفسهم والآخرين من التسلط والبلطجة عبر الإنترنت. وهنا بعض المبادئ التوجيهية المبدئية:
لا تشارك كلمات المرور أو المعلومات الخاصة أو الصور التي لا تريد أن يتمكن الجميع من رؤيتها.
لا تشارك في البلطجة التي تراها على الإنترنت.
إذا كنت ضحية للبلطجة الإلكترونية ، فأخبر شخصا موثوقا وتأكد من حفظ جميع رسائل البريد الإلكتروني والرسائل ولقطات البلطجة.
قم دائما بإبلاغ موقع أو تطبيق وسائط التواصل الاجتماعي الذي يحدث فيه التنمر عن الحالة.
من المهم أن لا تجيب على أي رسالة نصية أو بوست أو تغريدة، مهما كانت الرسائل مستفزة أو مهينة لك. فالاستجابة ستفاقم الوضع وتشجعهم على المضي قدما في عدوانهم.
كن حريصا على أن لا تحولك البلطجة الإلكترونية إلى بلطجي يسعى للانتقام ممن أساؤوا إليك، فهذا قد يعرضك إلى عواقب قانونية، إذ ان كثيراً من الناس لا يسامحون، وينقلون الموضوع إلى القضاء ما قد يترتب عليه عواقب قانونية وخيمة.
لا تستجب قط لطلبات المعتدي واللقاء بك وجها لوجه، ولا ترسل له صورا ولا معلومات مهما كان السبب.
لا تقتصر البلطجة الإلكترونية على هجوم أو هجومين عابرين، بل إنها ستكون غالبا هجوما مستمرا كاسحا يستهدف شخصك خلال فترة من الزمن. وهكذا سيتوجب عليك المثابرة في الإبلاغ عن الاعتداءات وإيصال الأمر إلى السلطات حتى يتوقف الهجوم، ولا تتردد في ذلك وتؤمّل نفسك في أنّهم سيكفون عن مضايقتك لمجرد سكوتك عن هجماتهم.
تذكر دائما أن وقوعك ضحية بلطجة إلكترونية لا يعني قطعا أنك مقصر في مكان ما، مهما قال المعتدون وادعوا. فالمشكلة في البلطجي وليست فيك.
غالبا، البلطجية هم ناس مأزومون يعانون من الوحدة بسبب سوء خلقهم وغلظتهم، ويسعون لهذا السبب إلى جعلك مثلهم وإشراكك في دائرة معاناتهم، فلا تمنحهم هذه الفرصة بالسكوت عنهم.
مما تقدم يبدو لزاما على الأهل والمدرسة دعم أبنائهم وتوعيتهم والوقوف إلى جانبهم كي لا تأخذهم بلطجية هذه المواقع إلى ما لا يحمد عقباه.

 

ترجمة وإعداد: أمل سليمان معروف
الجمعة 5-4-2019
الرقم: 16949

آخر الأخبار
كيف يواجه المواطن في حلب غلاء المعيشة؟ إزالة أنقاض في حي جوبر بدمشق ريف دمشق: تأهيل ٩ مراكز صحية.. وتزويد ثلاثة بالطاقة الشمسية جامعة دمشق تتقدم ٢٤٠ مرتبة في التصنيف العالمي إطلاق القاعدة الوطنية الموحدة لسجلات العاملين في الدولة ما هي أبرز قراراته المثيرة للجدل؟ شعبية ترامب تتراجع بعد مئة يوم على توليه منصبه  الأمم المتحدة تدعو لرفع العقوبات والاستثمار في سوريا الأوروبي" يواجه تحديات خارجية وداخلية.. فهل يتجاوزها ويصل إلى الحالة "التكاملية"؟ إعلام غربي يدعو للاستفادة من المتغيرات الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة The NewArab:  محادثات الشيباني وميلز ركزت على فرص تحسين العلاقات بين دمشق وإدارة ترامب مصر والسعودية تؤكدان ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا  حملة "شفاء".. عمليات جراحية نوعية في اللاذقية المصالح العقارية تضاهي "المركزي" بأهميتها..  خبير عقاري لـ"الثورة": الملكيات مُصانة ولا يمكن تهر... غلوبال تايمز: واشنطن بالغت في إبعاد الصين عن التجارة العالمية مظاهرات احتجاجية في تركيا وباكستان واندونيسيا..  عشرات الشهداء بمجازر جديدة للاحتلال في غزة الأمم المتحدة تدعو "الحوثيين" للإفراج الفوري عن جميع موظفيها المحتجزين تعسفياً  خارطة الخيارات الاستثمارية الحالية رهينة الملاذات الآمنة 70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس