مدينة القدس من أقدم مدن التاريخ ومن أجمل عرائسها وأثمن دررها اللؤلؤية.. لم تحمها قداستها وعراقة مكانتها من غضب الجبابرة الطغاة, ونقم الجيوش الجرارة, وحقد الأعداء المتربصين, دمرت مرات ومرات, واستبيحت كرات وكرات,ومازالت شامخة تقاوم.
كتاب جديد بعنوان (سحر القدس بين الحروب والأسفار ) للكاتبة نجلاء الخضراء.
الكتاب يتضمن أربعة فصول, في الفصل الأول تتحدث فيه عن أهمية القدس ومكانتها العريقة, وعن المنشآت الإسلامية والمسيحية بشكل تفصيلي موسع.
وفي الفصل الثاني تناولت أهم الهجرات والحملات في تاريخ القدس القديم,حيث سلطت الضوء على الحرية التي كانت متاحة للناس في ممارسة طقوسهم وإنشاء معابدهم, فكانت القدس تجمع بين أربعة أحياء, حي للمسلمين, وحي المسيحيين,وحي اليهود, وحي الأرمن,والتنقل بين هذه الأحياء كان بيسر وسهولة دون أي عائق الأزقة كانت متلاصقة والقلوب موحدة على حب القدس.
من أهم الهجرات كانت هجرة اليبوسين أول الهجرات إلى القدس في الألف الثالث قبل الميلاد, وبتتبع آثار هؤلاء المهاجرين في المدن القديمة أمكن إثبات طريق وصولهم للقدس حيث كانت أريحا هي طريق الوصول وهي أقدم المدن الكنعانية.
وهجرة الكنعانيين, وهجرة إبراهيم الجليل, الذي اتفق الباحثون على أن الطريق الذي سلكه هو طريق الفرات الأيمن من أور إلى حران وهي الطريق التي تسلكها القوافل, وكان مع إبراهيم جماعته وممتلكاته من قطعان الأغنام والماعز والحمير والجمال, ونوهت الكاتبة أنه لم يدخل أرض كنعان غازيا أو محاربا بل دخل منتقلا مهاجرا.
أما في الفصل الثالث: تناولت بعض الرحالة الذين استهوتهم القدس فوصفوها أجمل وصف وقاموا بتسجيل مشاهداتهم ونقل المدينة مصورة بكلماتهم وتعبيراتهم المصحوبة بنظرات الدهشة والاستمتاع.
ومن أهم الرحالة ابن جوقل, وناصر خسرو, وأبو الحسن الهروي,وأبو عبد الله القزويني والشريف الإدريسي وغيرهم.
أما الفصل الرابع كان عن المستشرقين وأهدافهم وأساليبهم كتابة كانت أو رسما وفي كلا الحالتين لم يستطيعوا بالرغم من كل محاولاتهم بوسم مدينة القدس وسمة غربية, فالقدس عربية وستبقى عاصمة فلسطين الأبدية.
من هنا نود القول إن تراث القدس هو ركن أساس في معركتنا مع المحتل الصهيوني والذي تعرض لتراثنا وثقافتنا بأبشع وأشرس حملات التشويه والتخريب والتدمير.
علاء الدين محمد
التاريخ: الأثنين 8-4-2019
رقم العدد : 16951