مسرح… عــروض مســـرحية.. تحتفـــي بعوالمـــه الجميلــة

لم يمنعهم الاحتفاء بعيد المسرح من نسيان صعوبات عملهم الفني، تلك التي تكبح إبداعهم، وتمنعه من الانطلاق في عالمه الرائع الذي يعشقونه، إنهم المسرحيون السوريون في عيدهم، يحتفلون على طريقتهم، يحتفون بيوم المسرح العالمي عبر مجموعة من الأعمال المسرحية، التي التقت أغلبيتها عند المعاناة التي يعيشها العاملون في المجال المسرحي، رغم أهمية هذه الوسيلة الثقافية التي تتصدر الأهمية في محاكاتها ومقاربتها للإنسان والواقع، فهي وسيلة يعتبرونها فن الحياة لإمكانية مفرداتها الغوص في أبعاد واسعة الطيف، عدا عن مقدرة حيويتها الفائقة في التعامل مع المتلقي، جنباً إلى جنب مقدرتها في تحفيز أحاسيسه ومشاعره بالشكل المباشر، الذي يتم خطابه عبرها.
اقتربت أغلبية تلك العروض المسرحية -على مستوى العاصمة كما هو في المحافظات كافة- من هموم المسرحيين السوريين، منها ما كان عبر الطرح المباشر، ومنها ما كان بشكل وجداني وذلك على اختلاف أساليبها المسرحية.. أما العروض التي عالجت صعوبات المسرح المختلفة، كان عرض (تحية) من تأليف شادي كيوان وإخراج حسين عباس، وقد سارت عوالمه بأسلوب مسرحي هو المسرح داخل المسرح، إذ دارت أحداث العرض حول فرقة مسرحية تتهيأ للاحتفال بيوم المسرح العالمي، فتتربص بها المطبات هنا وهناك، ليتخلل العرض مشكلات واسعة، نقلت هموم الفنانين المندفعين بحب المسرح، فتظهر أمامهم صعوبات لاتعد ولاتحصى، لم تقف عند الجانب المادي والصعوبات الإنتاجية، ولا السوية الثقافية لبعض المتثاقفين، أو العقلية الجامدة والمتطفلين، وهذا كله لا شك سيترك أثره بقوة على تلك الوسيلة الثقافية الهامة شئنا أم أبينا.
أيضاً عرض (آخر الرايات) من تمثيل وتأليف وإخراج: الفنان تمام العواني على صالة مسرح القباني بدمشق، وهو المسرحي المخضرم وصاحب التجربة الطويلة في عالم المسرح وفي عالم المونودراما أيضاً، حيث مرَّ العرض على حالات إنسانية كثيرة عاشها كإنسان وكفنان، لتتحول كل تلك المأساة إلى سرديات تمتلك من الحميمية والصدق والبوح الكثير، فكانت قادرة على منحنا عوالم واسعة، انتقلت من حال إلى حال، ومن أحاسيس إلى أخرى بهدف انتشال حالات من الأمل والتفاؤل، لكن دون فائدة، وقد كثرت الصعوبات التي حاصرت ذاك الفنان المسرحي، والذي يفترض أن يتحقق له كل الدعم المادي والمعنوي، ليمكنه العطاء أكثر وأكثر، لكن دوماً يحصل ما لم يكن بالحسبان رغم المبادرة والموهبة والثقافة، ليقدم الفنان بشكل عفوي رثاء كبيراً لحالة يجب أن تكون معكوسة، كي يثمر المسرح فناً راقياً كما هو مشتهى لمسرح مأمول في عيون محبيه ومتلقيه، وقد استطاع الفنان تمام العواني أن يقدم بأدائه ألواناً واسعة من الحالات والشخصيات، حيث قدم معادلها الفني والأدائي باقتدار كبير، متنقلاً بمهارة ومرونة بين العوالم المختلفة، التي لمسناها بفعل مهارته الفنية والمسرحية، وتمكن بأجواء قدمها أن يعوض عن الكثير من التقنيات الفنية، إن كان في سياق الديكور، أو الفنيات الأخرى المؤثرة في العالم الدرامي للعرض..الخ، ليؤكد مهارته المتميزة والمدهشة في عالم المونودراما، خصوصاً عندما يتحدث عن صعوبات عالم المسرح، فتشكل بتفاصيلها بوحاً محزناً.
آنا عزيز الخضر

 

التاريخ: الأثنين 8-4-2019
رقم العدد : 16951

آخر الأخبار
حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً ضبط ٨٨ كغ فروج فاسد في أحد مطاعم حلب  خبير يكشف لـ"الثورة": 40 تريليون ليرة خارج تداول النظام المصرفي