انتهت لحظة الوداع، ومرت سنوات تراكمت فيها الأوجاع والأحزان، وانزاح الشعراء جانباً ليكون الشهيد معبوداً بعد الله مرتقياً إلى أعلى السموات، لكن لأن الحياة أقوى من الموت فقد أراد الناس أن يتنفسوها فناً وحلماً وذكرى وعادوا لاستذكار محمد الماغوط الشاعر الذي أطلق اسمه على حديقة وجهَّز لها تمثالاً له صنعه أحد الفنانين قبل الحرب وما زال موجوداً لكنه ليس في الحديقة، وتوجه القاص محمد عزوز برسالة إلى ابنتيه قائلاً: كم أتمنى لو تبادرا إلى تحويل بيت أبيكما في سلمية الذي كان يعده لعودته في أواخر العمر إلى متحف يحمل اسمه، وأن تنقلا بعض أشيائه الخاصة ببيته الدمشقي إليه.
فالحديقة التي سميت باسمه في سلمية، ليس فيها شيء منه، إلا أنها تجاور بيته، وتمثاله الذي أعده أحد الفنانين، لم تهيأ الظروف بعد لوضعه في مكان ما من مدينته سلمية.
ولكن المتحف أو لنسمه بيت محمد الماغوط (كما يجب أن يكون) يمكن أن يتم بسهولة، ولا يحتاج الأمر إلى جهد كبير.
فأنا كواحد من المهتمين بشخصه وأدبه في سلمية، أشعر بالحرج وأنا لا أجد شيئاً في المدينة يذكر به، وقد زارني الكثير من الأدباء والدارسين وطلبوا ذلك، ولم نجد في بيته هذا سوى صورة مكبرة له، حتى عندما طلب أحد الدارسين زيارة قبره، كان الأمر غير ما توقعنا.
ولم أخجل من طلب فعل شيء من أهله هنا، لكن الأمر ظل يحتاج إلى أمر من (شام وسلافة).
شام وسلافة.. تحيتي لكما، ألم يئن الأوان بعد يا ابنتا أبيكما محمد الماغوط وأمكما الشاعرة الراحلة سنية صالح؟
كما قام المسرحي محمد الشعراني وعائلته والباحث نزار كحلة بزيارة لقبر الراحل الكبير محمد الماغوط.. في الذكرى السنوية (13) لرحيله.. ووضع باقات الورد وشقائق النعمان.. وقراءة لمقطع من قصيدة سلمية.. بصوت جودي.
أيدا المولي
التاريخ: الأثنين 8-4-2019
رقم العدد : 16951