يرى متابعون أن عوامل الطقس والتغير المناخي الذي بدأ يطرأ على منطقتنا بشكل واضح خلال السنوات الأخيرة الماضية انعكس إلى حد ما على المنتج الزراعي، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وتكلفة المبيدات الحشرية المستخدمة في مكافحة بعض الآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية باختلاف أنواعها وتؤدي إلى تراجع في الإنتاجية، ما يطرح تساؤلاً عن آلية متابعة تنفيذ الخطط الزراعية والأولوية التي تم إعطاؤها للمنتج الزراعي الوطني؟.
محصول الزيتون في الدائرة اليوم ومناشدات من المزارعين بضرورة أن يتم اتخاذ إجراءات مناسبة تحد من انتشار بعض أنواع الآفات الزراعية التي تؤثر على إنتاجية محصول الزيتون الاستراتيجي، حيث تحتل سورية المرتبة السابعة في إنتاجه، وهذا يؤكد أهمية تسارع الخطا باتجاه الإحاطة بالمشكلة وبالفعل قامت وزارة الزراعة بالتوجه نحو هذا المحصول من خلال الوحدات الإرشادية المتواجدة في مختلف القرى والمحافظات وتأمين المستلزمات من جرارات وغيرها للقيام بعملية رش الأشجار.
لكن ثمة من يرى أن الخطوات تحتاج إلى مزيد من التسارع وأن أغلب الأراضي الزراعية التي تنتج محصول الزيتون هي أراض وعرة وجبلية من الصعوبة أن تصل إليها الجرارات، ما يدعو إلى ضرورة أن تتم عملية الرش بطرق أكثر تطوراً منها: عن طريق الرش بالطائرات وهي أسرع وأكثر فاعلية، كما أن تكلفة الرش ليست بالهينة على المزارع وهي مرتفعة جداً إلى حد كبير يفوق قدرته المادية وهذا يمكن أن يؤثر على كمية الإنتاج ومزيد من الارتفاع في أسعار الزيت وهي أساساً تعاني ارتفاعاً في السعر يشكو منه المواطن.
ويبدو أن التوقفات باتت كثيرة على مستوى المحاصيل الزراعية، ما يدعو لخطوات أكثر فاعلية تكون موازية لما يمتلكه بلدنا من محاصيل مهمة واستراتيجية تدعم الاقتصاد الوطني، وكذلك بما يواكب مستجدات نتجت عن ظروف الحرب والتغير المناخي، فمراكز البحوث الزراعية يجب أن تكون حاضرة بكوادرها لمتابعة أولى حلقات الإنتاج الزراعي والاستفادة من التجارب والعمل على استباق الحلول للمشكلات الزراعية قبل وقوعها، فالوقت لا ينتظر والحلول الإسعافية والمتسرعة أثبتت عدم جدواها المستقبلية.
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 12-4-2019
الرقم: 16955