على حافة المشهدين الشرقي والشمالي السوريين، تجلس واشنطن راعية الإرهاب، ومصنعة أدواته الاجرامية والانفصالية، مستمتعة بمنظر احتراق الأوراق المنتهية الصلاحية الوظيفية لديها، وتراقب عن كثب كرة نار تخليها وهي تحرق تلال قش أدواتها وخاصة مرتزقة قسد، واشنطن تتلذذ بمنظر الاحتراق وتصبّ زيوت اشتعاله، فبالعرف الاستثماري الأميركي الوضيع الأدوات التي لا طائل من اللعب بها لا بدّ من رميها إلى محرقة الاقتتال أو التفكك.
فالإدارة الأميركية لا حرج لديها بطعن الحلفاء بمقتل، ولا يهمها مصيرهم، فهم ارتضوا أن يكونوا حطباً مرحلياً لطبخة أطماعها، والمرحلة الحالية مفصلية جداً ومساعيها لتشكيل «منطقة آمنة» تكون منطلق شرورها في المنطقة تستدعي منها تعويم أوراق أخرى، كأذنابها الأوروبيين وزجّهم في أتون معركة شرورها القادمة على الخريطة السورية.
وفي قراءة تحليلية لما تقوم به الولايات المتحدة من حرق لأداتها قسد بعد مزاعم دحر داعش وبالتعمق جيداً في غاياته، ندرك أن أميركا لا يمكنها أن تطفو إلا على بقعة من أرهاب في المناطق التي يسيل لعاب أطماعها عليها، لذلك تسعى دوماً لإغراق المساحة الجغرافية التي تستميت لتحط قدمها الاستعمارية فيها بالفوضى والاقتتال لإتاحة عدوان عسكري سافر من تحالف إرهابها، سواء بذريعة لجم فوضى الأوضاع، أم بمزاعم محاربة بقايا خلايا إرهابية تطلّ برأسها بين الحين والآخر على المشهد الشرقي لتمرير أجندة أميركية خبيثة.
فما تسعى واشنطن لتحصيله من وراء تأجيج الأوضاع في الشمال والشرق جلي ومتوقع وسيناريوهات إداراتها مكرورة، فهي تستميت بآخر اللحظات بكل ما أوتيت من خبث وإرهاب لتحقيق مكتسبات وتلقي كل ما في جعب احتيالها للاستحواذ على مساحة جغرافية في الجزيرة السورية حيث تنصب شراهة اطماعها، أو بالتنف تكون قاعدة لإرهابها وتجسسها وتعتبرها ورقة مساومة وضغط حول الحلول النهائية في الملف السياسي السوري، وتظن واهمة أنها تمنحها إمكانية تلغيم مشهد الإنجاز السوري المتسارع وتعقيد خيوط التحرير.
رغم خبث واشنطن، والمكائد التي تمتهن حبكها، والغايات القبيحة التي تسعى لتحقيقها، لن تطول وهماً استعمارياً، ولن تجني إلا محصول هزائمها، مهما صبّت من زيوت اشتعال المشهد للتشويش على قافلة الحسم السوري، فقرار استكمال التحرير متخذ لدى الدولة السورية ولا رجعة فيه، وفيصل القول والحسم بالسياسة والميدان لن يكون إلا سوريّاً.
لميس عوده
التاريخ: الجمعة 12-4-2019
الرقم: 16955