ســــــيمر هذا الوقت

نتذكر جميعا نحن السوريين والسوريات بكل فئاتنا، والذين عشنا سنوات الحرب الماضية، كم مرت أيام وساعات، بلغت في صعوبتها وخطورتها، حدا يدفع البعيدين، أو من هم خارج الحدود يعتقدون أننا في فم الخطر الحقيقي، وأننا لن ننجو هذه المرة..
أعمال حربية وقطع طرقات وغلاء أسعار ، واختفاء سلع، وفي كل مرة كنا نجتاز تلك الأيام الصعبة بآلامها وأحزانها وصعوباتها، تعلمت الكثير من الأمهات وتعلم الكثير من الآباء العودة لما كان أهلهم يلجؤون إليه في أيام القلة والندرة، عاد الخبز المنزلي، وعاد التخزين بالتنشيف تحت شمس الصيف، وفي كل مرة كانت الناس تتحايل على أزماتها ومعاناتها ويزداد التكافل والتعاون فيما بينها، حينها كان العدو خارجيا، والبلاد في خطر التقسيم وكل شيء يحتمل، حتى تتجاوز البلاد الخطر.
تغيرت اليوم مخاطرنا، انتهت الأعمال الحربية وعاد الأمان، لكن ما كان ينتظره الناس من تحقيق لأحلام بسيطة لهم في حياة كريمة بدأ يتلاشى، ليس بسبب الغلاء والفقر، وإنما بسبب تراخي الحكومة في إيجاد حلول للكثير من المشكلات، ومع استمرار سلوك الفساد والمحسوبيات، وكأن الحكومة لم تأخذ درسا وعبرة من الحرب وآثارها الخطرة على المجتمع والحياة الاجتماعية، إن أزمة المحروقات اليوم سيحتمل آثارها الناس، لكن بوجود سياسات عادلة لحياة الأسرة تعمل على مساندتها لتجاوز هذه المحن، فإذا كان الحصار منع سفن المحروقات من ستة أشهر فإن السؤال، ما هي الخطوات التي قامت بها وزارة النفط لتلافي ما يحصل اليوم؟
مع استكمال جيشنا الباسل تحرير المناطق، وعودة الحياة تدريجيا، نحن من يعيد البناء والحياة، لكن لابد من حكومة بناء تعمل من أجل تنمية حقيقية بأسلوب ومضمون يبتغي إحداث تغيرات بنيوية وهيكلية ، سمتها الأساس الرفع من مستوى ومنسوب المعيش اليومي، وتحقيق العدالة في توزيع الدخل القومي ، وصناعة الثورة والثروة طبعا في القيم السائدة ، و نقلها من مستوى السلبية والهامشية والهجانة والاستقالة والمصالحة مع السائد ومجاراته(إدارة اليومي من دون أفق)، إلى القدرة على المنافسة و إنتاج الذات من خلال مقومات العصر ، عوض العيش على حافته في الاستهلاك، دون الإسهام في اعادة بناء ما أوقفته الحرب أولا، وما دمرته ثانيا.
إننا نملك من ارثنا وحياتنا مايجعلنا نقوى على الألم والأوقات الصعبة وتدبر أحوالنا، ولن تهزمنا العقوبات الاقتصادية، شرط وجود حكومة تدعم صمودنا وقوة احتمالنا، لا أن تدير ظهر سياساتها لصبرنا.
فما نعيشه اليوم لم يعد يحتمل حكومة في مقدمة أولوياتها تسويق الصيغة التنموية الموجهة للاستهلاك الإعلامي و الخطابي، و انما نحتاج لحكومة الاعتماد على الاعلام للتوضيح والمتابعة والمساءلة، لتنفيذ جميع الخطط والسياسات، وقبلها المخاطر، لماذا لاتضع بين يدي الاعلام المعطيات والأرقام والبيانات عن تأثير العقوبات وفي أي مرافق، لتجعل الناس المتضررين يعرفون ماالذي ينتظرهم.
لينا ديوب
التاريخ: الجمعة 19-4-2019
رقم العدد : 16961

آخر الأخبار
"الإسكان" تحدد استراتيجيتها الوطنية حتى 2030..  مدن متكاملة ومستدامة وآمنة ومجابهة للتغيرات المن... أمام اختبار التدفئة المركزية.. طلاب الثانوية المهنية الصناعية: سهل وواضح "التحول الرقمي".. ضرورة ملحّة في ظلّ تضخم النظام البيروقراطي استمرار الاستجابة لليوم السادس والنيران تصل الشيخ حسن في كسب  "بسمات الأمل".. رحلة الدعم في قلب سوريا الجديدة  720 سيارة سياحية من كوريا الجنوبية تصل مرفأ طرطوس.  المستقبل يصنعه من يجرؤ على التغيير .. هل تقدر الحكومة على تلبية تطلعات المواطن؟ الخارجية تُشيد بقرار إعادة عضوية سوريا لـ "الاتحاد من أجل المتوسط" فرق تطوعية ومبادرات فردية وحملة "نساء لأجل الأرض" إلى جانب رجال الدفاع المدني 1750 طناً كمية القمح المورد لفرع إكثارالبذار في دير الزور.. العملية مستمرة الأدوية المهربة تنافس الوطنية بطرطوس ومعظمها مجهولة المصدر!.  السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"