غياب الدراسات التسويقية والتنبؤ بالطلب شكل ظاهرة تراكم المخزون

أكد مدير غرفة تجارة دمشق الدكتور عامر خربوطلي للثورة أن دراسات السوق والتنبؤ بالطلب تمثل أهمية خاصة في سورية نتيجة ندرة الموارد المتاحة وضرورة الاستخدام الأمثل لها في مشروعات التنمية، مبيناً أن قصور دراسات الطلب وعدم التحقق من وجود طلب حقيقي على منتجات المشروع سواء في الأسواق المحلية أم الخارجية ودراسة قدراتها الاستيعابية قد يكون أخطر بكثير من قصور رأس المال أو العملات الأجنبية اللازمة لإنشاء هذه المشروعات، ناهيك عن عدم وجود دراسات متكاملة للطلب على مستوى الاقتصاد الوطني سواء للمشاريع الخاصة أم العامة.
وقال إن هذا الأمر يؤدي إلى سوء توجيه الموارد المحدودة نحو إنتاج منتجات غير مطلوبة في السوق وسوء توجيه موارد البيع مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة التسويق وبالتالي زيادة الأسعار مما لا يتفق مع الجودة المقدمة، وتقديم منتجات لا تقابل احتياجات المستهلك ولا تحقق إشباعاته مما يؤدي لنشوء ظاهرة تراكم المخزون من السلع غير المطلوبة وعدم معرفة حجم السوق الوطنية والقدرة الشرائية للسكان وعدم معرفة روتين العرض والطلب للسلع المنتجة مما يؤدي لحدوث العديد من الاختناقات.
وأشار إلى عدم توافق الطاقة الإنتاجية مع حاجات الطلب المتوقع مما يؤثر في تحديد حجم المشروع الاقتصادي وحجم الإنتاج وبالتالي على تحقيق الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة، مشدداً على ضرورة التركيز على الدراسات التسويقية للتمكن من إقامة مشاريع ناجحة تساهم في تحقيق الانتعاش الاقتصادي المطلوب.
وكشف أن الدراسة التسويقية تشكل المرحلة الأولى في أعداد دراسة الجدوى التفصيلية وذلك لكون النتائج المتحققة سيتوقف عليها إمكانية استكمال الدراسة التي ستوضح مدى قبول السوق لمنتجات أو خدمات المشروع وحصته من السوق بالإضافة إلى تحديد نوع المستهلك ونوعية المنتج وجودته والكميات المطلوبة والأسعار المتوقعة، مما يساهم في تحديد الطاقات الإنتاجية الواجب تشغيلها والتكاليف والإمدادات المرتبطة بها مما يساعد في تحديد ربحية المشروع.
وبين أن الهدف من الدراسة التسويقية هو التعرف على الجوانب المختلفة لسوق السلعة التي يتجه المشروع نحو إنتاجها لتقدير حجم المبيعات الذي يمكن أن يحققه حالياً ومستقبلاً بالإضافة إلى رسم السياسة التسويقية المناسبة، مشيراً إلى أنه يمكن تحديد الأهداف التي تسعى إليها الدراسة التسويقية من خلال معرفة حجم السوق الكلي ومعدل نموه وكمية المبيعات التي يأمل المشروع في تحقيقها بعد تشغيله أخذاً بالاعتبار المستهلكين المتوقعين وردود أفعال المنافسين الحاليين واحتمالات دخول منافسين جدد ونمط التكاليف والأسعار السائدة والاتجاهات السابقة والمتوقعة ومعرفة الملامح الرئيسية للسياسات التسويقية للمشروع و دراسة الأسعار والدخول ومرونة السلعة والتأكد من أن السلعة المناسبة سيتم إنتاجها في الوقت المناسب وستباع بالسعر المناسب، كما أنها تبين حجم الطلب على المنتجات ومن ثم تحديد الطاقة الإنتاجية للمشروع التي تشكل الركن الأساسي في اختيار التقنية المناسبة للمشروع وتحديد حجمه وجميع الجوانب الفنية المتعلقة به، واستناداً إلى هذه المعطيات يمكن تحديد خطة الإنتاج والتسويق والربحية التجارية، مشيراً إلى أن صعوبة أعداد هذه الدراسة التسويقية بالدقة المطلوبة والتكاليف التي تتطلبها وبخاصة في مجال المسوحات الميدانية فإنها تؤدي إلى إهمال هذه الدراسة الأمر الذي يضعف دراسة الجدوى بشكل كبير، معتبراً أن ذلك إهمال متعمدة نتيجة الاقتناع بعدم الحاجة لهذه الدراسة و الاقتناع بوجود فجوة طلب كبيرة و أن الإهمال يكون ناجماً عن جهل بأهمية الدراسة التسويقية، والإهمال سيقود إلى نتائج مضللة و فشل المشروع على المدى الطويل.

دمشق – الثورة:
التاريخ: الجمعة 26-4-2019
الرقم: 16965

 

 

آخر الأخبار
المعتقل صفراوي عالج جراح رفاقه في سجن صيدنايا وأنقذ الكثيرين "حركة بلا بركة" تفقد واقع عمل مديريات "التجارة الداخلية" في اللاذقية خسارة ثالثة على التوالي لميلان تكثيف الرقابة التموينية بطرطوس.. ومعارض بأسعار مخفضة برشلونة يستعيد صدارة الليغا باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية سلتنا تحافظ على تصنيفها دولياً الأخضر السعودي يخسر كأس آسيا للشباب دوبلانتيس يُحطّم رقمه القياس رعاية طبية وعمليات جراحية مجاناً.. "الصحة" تطلق حملة "أم الشهيد" ليست للفقراء فقط.. "البالة" أسعار تناسب الجميع وبسطاتها تفترش أرصفة طرطوس