ثورة اون لاين -احمد حمادة:
لم تر الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين والعرب، ولم تسمع بالمجازر اليومية التي يرتكبها حكام هذا الكيان العنصري.
وربما ليس لديها الوقت الكافي لتدقق وتتقصى الحقائق وتصدر بياناً منطقياً يدين هذه الجرائم العدوانية بحق شعب أعزل، مثلها مثل أميركا والغرب الذين لا يريدون رؤية الأطفال الصغار الذين استشهدوا بنيران الإرهابيين في ريف حماه.
موغيريني لا تريد، مثلها مثل كل ساسة الغرب الذين يدعمون الكيان الإسرائيلي ويخضعون لمطالب الإيباك وغيرها من أذرع الصهيونية في أميركا والغرب، لا تريد رؤية الحقائق، ولا معرفة نوع الطائرات التي تقصف الأطفال والنساء والشيوخ في غزة أهي فلسطينية أم إسرائيلية.
ولا تريد معرفة لماذا كل هذا التصعيد العدواني الإسرائيلي على الفلسطينيين، بل كل ما يهمها هو التزام الاتحاد الأوروبي بالمحافظة على ما يسمى أمن الكيان الصهيوني المحتل.
ما يثير الاستغراب أن سياسات الاتحاد الأوروبي كانت في أوقات معينة تطالب فقط بوقف التصعيد ضد المدنيين الأبرياء في حين أن ممثلته موغيريني وصل بها الأمر إلى تجاهل وقف التصعيد والتركيز فقط على أمن الكيان الغاصب فقط دون الإشارة إلى أمن الأبرياء في سابقة خطيرة وتطور غير مسبوق في تكريس الاتحاد لمبدأ المساواة بين الجلاد والضحية وكأنه بات يتماهى تماماً مع سياسات أميركا المنحازة حتى النخاع لهذا الكيان الاستيطاني.
وليس هذا فحسب بل تصل مرحلة الاستخفاف بالعقول إلى حد مطالبة موغيريني للفلسطينيين بضرورة عدم الرد على الهجوم الإسرائيلي على غزة، زاعمة أن هذه الهجمات تتسبب بمعاناة لا توصف للإسرائيليين، دون أن تنبس ببنت شفة عن عذابات الشعب الفلسطيني في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه سلطات الاحتلال عليه.
ولعل المفارقة المضحكة المبكية في هذا الإطار أن الاتحاد الأوروبي الذي يتغنى ليل نهار في بياناته واجتماعاته بحقوق الإنسان ،وتصدر مراكز حماية حقوق الإنسان لديه البيانات الكثيرة حول انتهاكات هذه الحقوق في العالم، المفارقة أن تقوم ممثلته العليا في السياسة الخارجية بالتركيز على أمن الكيان العنصري (المستباح من قبل الأطفال!!) وتتناسى الجلاد الذي يقتل هؤلاء الأطفال بدم بارد!.