لم تكن الفرص التي منحتها الدولة الوطنية السورية للحلفاء لتغير من صيرورة الأحداث على الأرض أو تسهم في إحداث متغيرات في مواقف أنظمة البغي والعدوان التي بدأت تنفيذ مخططها العدواني على سورية، مستخدمة أبشع أشكال الإرهاب التي شهدتها البشرية على امتداد تاريخها الطويل، ولم تكن المهل والتسهيلات والإعفاءات التي قدمتها الدولة للمجموعات الإرهابية المسلحة كفيلة بتغيير الطبيعة العدوانية المتعفنة لتلك التنظيمات القادمة من أعماق الحقد التاريخي، وهي كانت تحاول الاستفادة من كل تهدئة أو اتفاق لتعود للانقلاب عليه في أقرب فرصة، مستفيدة من التغطية الأردوغانية محلياً والدعم الاستعماري الأوروبي الغربي والأميركي على المستوى الدولي، الأمر الذي يجعل الحل العسكري الطريق الوحيد والأسلوب المفيد للتعامل مع بقايا تلك المجموعات الإرهابية، التي تتخذ من محافظة إدلب حصناً باستخدام المدنيين دروعاً بشرية وتقديم ذرائع وأكاذيب تتحدث عن وجود ملايين المدنيين لاستعطاف مواقف شعوب الحكومات الغربية المشاركة في العدوان ،
إن الهدف الأساس يتمثل في الحفاظ على الوجود الإرهابي وعلى متزعمي تلك المجموعات الإرهابية بصورة خاصة باعتبارهم ما زالوا مرشحين للانتقال إلى مناطق جديدة، وباعتبار أن مهمة الإرهاب لم تنته حتى الآن، وإن ثمة مهمات سيقومون بها في أكثر من منطقة.
أمام هذه الوقائع والمعطيات المعروفة فإنه لم يبق أمام قواتنا المسلحة الباسلة من وسيلة تنفذها غير القيام بعملية عسكرية انتظرها الشعب السوري طويلاً، وهو يتشوق للوقوف على نهاياتها التي تضع حداً نهائياً للوجود الإرهابي في المحافظة الخضراء والقضاء مستقبلاً على كل وجود إرهابي على امتداد الأرض السورية كلها.
والخلاصة المقدمة في شأن إدلب الغالية تعكس النفس الطويل المترافق مع امتلاك القدرة الكبيرة على التصرف والحل، والفرص التي تمنح للأصدقاء لدفع المسارات السياسية تمثل الحالة الكلية لسورية المتمسكة بسيادتها والحريصة على الحفاظ على مقدرات الأفراد والمجتمع على السواء، وما يقوم به الجيش العربي السوري في محيط إدلب والمنطقة الشمالية الغربية هو واحد من الحلول التي يتقن تنفيذها.
مصطفى المقداد
التاريخ: الأثنين 27-5-2019
رقم العدد : 16987