صحيح أن الحرب تجري على الأراضي الأوكرانية بشكلها المسلح، لكنها الحرب غير الحقيقية فيما الحرب الحقيقية تجري بعيداً عن كييف في واشنطن ولندن بشكل أساسي وغيرها من العواصم الأوروبية بشكل أقل، فيما قد يكون المركز السري لتلك الحرب الكبيرة داخل الأراضي العربية المحتلة وفي القدس المحتلة، فالحرب المباشرة عسكرياً تخفي خبايا كثيرة وتظهر خلافات دولية تتعلق بالتنازع على اقتسام مناطق النفوذ بداية وتخفي صراعاً كبيراً قد يتعلق بوجود واستمرار وحياة كيانات سياسية كبرى، والمقصود هنا روسيا الاتحادية بوضعها ومكانتها ودورها وموقفها الذي صنعه فلاديمير بوتين باعتباره قائداً رئيساً قد يتجاوز عصره عصور القياصرة والسوفيات على السواء، وهنا موطن الخلاف المؤسس لحالة عداء كبيرة لا تستطيع الولايات المتحدة الأميركية تجاوزها أو التغاضي عنها، وربما يقف خلف واشنطن تلك الحكومة العالمية التي يراها البعض مجموعات ومنظمات تتحكم بمصير العالم وتدير صراعاته من غرف عمليات سوداء مقامة في الجزر المتناثرة في المحيط الكبير.
وهكذا فالأمر يتعدى حدود القتال داخل أوكرانيا وصولاً إلى معركة مع أشباح حقيقية وكيانات خفية ومواقع غير ثابتة تتحرك ما بين الأرض والفضاء والكل يحشد له قواه العظمى للفوز بالسيطرة على العالم كله، فهذا المخطط البنائي للامبريالية الأميركية وهذا النسيج الذي يجري العمل على حياكة خيوطه وفق الرؤية الأميركية، وقد كانت خطواته تسير وفق المخطط المرسوم إلى أن ظهر بوتين فاعترض السياق العام الذي كان يسير بخطوات مدروسة محولاً القرن الحالي إلى قرن أميركي بامتياز، وذلك كمقدمة لإعادة صياغة العالم وفق تلك الرؤية التي تعيد رسم الحدود وتشكل كيانات وتمحو غيرها، فجاءها بوتين من ضعف وفساد وهوان وتبعية روسيا يلتسين وكأنه الخارج من رحم المعاناة الصعبة، فبدأ بناء روسيا، لكنه بذلك أفشل المشروع الشيطاني الذي تخرجه الولايات المتحدة الأميركية، فيما خيوط المؤلف يتم حياكتها في كنس الصهاينة ومعابد الطغاة، وإذا كان هذا الأمر في الخيال والتحليل والتصورات، فإن التهديدات الروسية المتواصلة بالاستعداد لضرب إمدادات السلاح لأوكرانيا من أي مصدر وجهة تؤكد هذا العزم على مواجهة المشروع الأكبر، وربما يعزز هذا التصور دعوة فلودومير زيلينسكي الرئيس الأوكراني ( والذي يحمل الجنسية الإسرائيلية مع عدد من أركان حكومته) لاختيار القدس كمكان للتفاوض المباشر من الرئيس فلاديمير بوتين مع ما يمكن أن يمثل من ضغط عليه وفق رؤية القابعين في غرف العمليات المظلمة.
والنقطة الجديرة بالاهتمام والتي تم الكشف عنها خلال هذه العملية العسكرية وهي ما تحتويه المخابر الكيماوية وما يجري بها من أبحاث تستهدف التركيز على العرق البشري وجيناته كأساس للاستهداف بمعنى اختيار الشخص المستهدف قتلاً من بين أي مجموعات غيره، وواضح ان العرق السلافي بمكونه الروسي يريد الغرب إنهاء وجوده على الكرة الأرضية، وهذا ما قد يفسر العملية العسكرية الروسية كواحد من مخرجات الصراع، والتي ستكون على موعد مع مناطق وساحات أخرى في المستقبل القريب.
معاً على الطريق- مصطفى المقداد