“شفاء 2”.. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المجانية
الثورة – زهور رمضان:
أطلقت وزارة الصحة حملة “شفاء2” منذ منتصف حزيران الماضي ولا تزال مستمرة لغاية 23 آب الجاري، بالتعاون مع المكتب الطبي للتجمع السوري الألماني(SGD)، وجمعية الأطباء المستقلين ومنظمة الأطباء المستقلين (IDA)، وجمعية الأطباء والصيادلة السوريين (SyGAAD)، بالتنسيق والتعاون مع وزارة الصحة بهدف إجراء عمليات جراحية مجانية، ورعاية طبية ضمن الحملة.
هي الحملة الثانية بعد نجاح حملة “شفاء” التي انطلقت في نيسان 2025، بدمشق، وبمشاركة أكثر من 100 طبيب سوري مغترب من ألمانيا، بريطانيا، ودول أوروبية أخرى، لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المجانية للفئات الأشد حاجة في مختلف المحافظات.
وأكدت الوزارة أن الحملة انطلقت في الثالث عشر من تموز، وتستمر حتى الثالث والعشرين من آب، لتغطي 40 مستشفى، وتشمل اختصاصات طبية متنوعة، من بينها الباطنية، الجراحة، طب الأطفال، النسائية، طب الأسنان، العيون، والأذن والحنجرة.
وتهدف الحملة إلى تقديم خدمات طبية وجراحية مجانية للمرضى من ذوي الحاجة، وتشمل تنفيذ أكثر من 1500 عملية نوعية، إلى جانب ورشات عمل ومحاضرات علمية لتدريب ودعم الكوادر الطبية.
كما ستعمل الحملة على تأمين جميع المستلزمات والأدوية اللازمة للإجراءات الطبية، إضافة إلى تعزيز جسور التعاون المهني بين الأطباء السوريين داخل البلاد وخارجها.
علاج 350 حالة
وبينت الوزارة أنه بمشاركة أطباء سوريين من أوروبا، تم خلال حملة شفاء إجراء 250 قسطرة تشخيصية وعلاجية، وتركيب بطاريات للمرضى في عدة محافظات سورية، بهدف الوصول إلى 350 حالة علاجية، بعد تجهيز عيادات متنقلة في مناطق أخرى.
استنزفت الحرب السورية التي استمرت 14 عاماً القطاع الصحي في سوريا، وحسب معلومات تابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) المنشورة على موقع “ريليف ويب” فإن 57 بالمئة فقط من مستشفيات سوريا، و37 بالمئة من مراكز الرعاية الصحية الأولية تعمل بكامل طاقتها.
وأضاف تقرير المنظمة: إن 15.8 مليون شخص في سوريا بحاجة إلى المساعدة الصحية والرعاية، كما كشفت تقارير أممية مقتل 814 فرداً من الأطقم والكوادر الطبية منذ اندلاع الحرب، إذ أصبحت المستشفيات والمراكز الطبية العاملة في سوريا مفتقرة إلى الإمدادات والمستلزمات الطبية الضرورية، كما أصبح الأطباء يعملون بأقل الإمكانيات المتاحة لديهم.
عودة الأطباء
وفي ظل التحديات القاسية التي تواجهها سوريا منذ أكثر من 14 عاماً، تأتي عودة أطباء الشتات في الدول الأوروبية لمعالجة أبناء الوطن ليظهر مقدار التعاطف والتلاحم بين مكونات الشعب السوري في محاولة لإنقاذ أرواح المدنيين، وتقديم رعاية صحية تخصصية مجانية وغلاء تكاليف العلاج، وصعوبة تأمين الدواء للفئات المحتاجة في مختلف المحافظات السورية.
ورغم أن السوريين كانوا بأمس الحاجة لهذه المبادرات فإن عملية التحضير لهذه المبادرة لم تكن سهلة على الإطلاق ولم يحصل بين عشية وضحاها، فقد استغرق العمل عليها ثلاثة أشهر، قبل وصول الوفد إلى الأراضي السورية، بعد الحصول على دعم من منظمات إغاثية سورية عديدة، وجمع التبرعات، التي كان للأطباء أنفسهم الجزء الأكبر منها، إذ تبرع كل طبيب بمبلغ لا يقلّ عن ألف يورو.
آلاف المرضى بحاجة
وفي هذا السياق أكد المنسق العام للحملة- رئيس المكتب الطبي التابع للتجمع السوري في ألمانيا الطبيب مهدي العمار، وهو استشاري في الجراحة العامة والحشوية، حول أعداد المرضى الذين سيتم علاجهم: إن أعداد الذين تم تجميع بياناتهم 12 ألف مريض، لكنه عدد كبير جداً، فيما ستحاول الحملة الطبية علاج أكبر قدر ممكن من تلك الحالات.
وأضاف: إن الاختصاصات التي تشملها الحملة تشمل الجراحة القلبية والعامة والجراحة العصبية والشبكية والتداخلية القلبية والتداخلات النوعية وتوليد الأطفال، مضيفاً: إن الجانب الأكاديمي له جانب ودور في الحملة.
وبين مسؤول إدارة حملات البعثات الطبية في وزارة الصحة أحمد المصري أن دور وزارة الصحة يبدأ في إعداد الموافقات وفق احتياجات وزارة الصحة، بعد التنسيق مع المدير والتشبيك معها.
أشار الدكتور الصيدلاني كنان خطاب ممثل إدارة منظمة الأطباء المستقلين، ووفد شفاء الطبي إلى أن حملة شفاء الثانية هي امتداد لحملة شفاء الأولى، وتهدف لتأمين الأمور اللوجستية من مستهلكات ومواد عظمية وحاجيات المستشفيات لتلبية احتياجات إحدى عشرة محافظة وتقديم الخيم الطبية وتهدف الحملة للقيام بـ 1000 عملية وأكثر من 600 ساعة عمل طبي وتقديم الدعم الطبي للأطباء السوريين.
200عملية
كما بين الدكتور فادي الرفاعي استشاري قلبية، أن الحملة قدمت إنجازات كبيرة نحو 200 عملية قسطرة تشخيصية علاجية وتركيب بعض البطاريات بهدف علاج 350 حالة في حمص واللاذقية ودمشق، بالإضافة للعيادات التي تعالج المرضى من مختلف المناطق منها في مدينة درعا 3 عيادات في جاسم والقلمون.
وذكر أن نشاط الحملة كان شاملاً وموزعاً على كامل الجغرافيا السورية، كما أن المرضى من جميع المحافظات وأكد أن أطباء الحملة تحملوا كامل تكاليف الحملة التي ما زالت مستمرة لنهاية الأسبوع القادم وتنتهي في 23 من آب، وذكر أن الاختصاصات الموجودة في جراحة القلب تشمل الجراحة التداخلية والعيادات والمعاينات والتصوير بالإيكو.
وذكر الدكتور عبيدة عزيزي- أحد أعضاء الفريق الطبي المشارك أن حملة “شفاء 1” التي استمرت 3 أسابيع تضمنت مشاركة 110 أطباء تم خلالها إجراء 760 عملاً جراحياً، فيما تضمنت حملة شفاء 2 التي مدتها 6 أسابيع مشاركة 130 طبيباً تحت إشراف المنظمة العريقة (ITA) للعمل الإغاثي، وقد تم خلالها إجراء 800 عمل جراحي، كما تم إجراء 5000 معاينة بالإضافة إلى 500 ساعة عمل علمية كما كانت العمليات موزعة على كامل الجغرافيا السورية.
وشملت العديد من الاختصاصات النوعية كالجراحة العصبية والشبكية والتداخلية والقلبية، كما تميزت حملة “شفاء 2” بالتداخلات النوعية، إذ تم إجراء أكثر من 3 تداخلات أولية للأطفال وتم تركيب الأجهزة المعروفة CRTD التي يتجاوز سعر الجهاز الواحد منها 15 ألف دولار مجاني بالكامل، كما أن الجانب الأكاديمي كان له حضور وتأثير كبير في حملة “شفاء 2” كما أن جميع التدخلات التي تم إجراؤها تمت من قبل اختصاصيين أكفاء تحت إشراف الزملاء الذين يكون الجزء الأكبر قدموا من ألمانيا، فيما يوجد زملاء من دول أوروبية في العالم، مؤكداً أن حملة “شفاء 2” مستمرة ويوجد حملات أخرى لاحقة كحملة شفاء3 التي ستنطلق في شهر تشرين الأول.
وبخصوص اختيار المرضى ذكر الرفاعي أنه يتم إطلاق رابط لعدد المرضى لكنه عدد كبير وهو أكبر من طاقتنا عن طريق وزارة الصحة ويوجد عيادات في كامل الجغرافيا السورية، ومن الجدير ذكره أن هذه المبادرات التي تساعد في تبادل الخبرات ورفع النظام الصحي، تشكل بُعداً إنسانياً ورسالة تضامن واضحة من أبناء الوطن في الخارج تجاه أبناء شعبهم، وبلسماً لجراح الوطن.