كثير من المعطيات والدلائل والقرائن والوثائق والحقائق والارتدادات، أفرزها تحرير الجيش العربي السوري لكفر نبودة من الإرهاب في ريف حماة الشمالي الغربي، خاصة لجهة كشف وتعرية المزيد من الأوراق بل والبدء بسلخ جلد أردوغان، المشغل للمرتزقة من جبهة النصرة الإرهابية وسواهم من الانغماسيين الأجانب، وسعيه بشتى عمليات اللصوصية والنصب والاحتيال السياسية ومسميات الإنسانية والاستغاثة بالهدن وفبركات ومزاعم الكيماوي وألغام التصريحات وغيرها، للاستثمار مجدداً كي لا ينقلب السحر الإرهابي لاحقاً على الساحر العثماني المستبد.
هو ما قد أظهر مفارقة ارتدادات تحريرها وتطهيرها واستعادتها من الإرهابيين مبشرة أولاً: بمزيد من إنجازات الجيش وتقدمه، وثانياً: بالانتقام وتصفية الحسابات بين الأدوات المجرمة مع أردوغان وتكشف أن التراقص على الحبال فقد توازنه.
ارتدادات هذا الإرهاب هو ما حذرت منه سورية مسبقاً وما زالت كذلك، وهو ما بدأ يظهر جلياً وواضحاً بعد تحرير موقع كفر نبودة الاستراتيجي، من توعد إرهابيي جبهة النصرة الإرهابية لأردوغان وغدره بهم، بعد أن حطم الجيش العربي السوري أحد مستنقعات وجودهم وفتت ظهورهم وفقراتها وشل حركة نخاعهم الشوكي عبر تصفية الكثير من عناصرها الإجرامية، التي كانت تستند في بقائها ووجودها إلى دعم النظام العثماني، الذي حاول بقوافل صواريخه من الـ(غراد والتاو) وعرباته المفخخة الحيلولة دون إنجاز الجيش لمعركتها، ولكن العبثية أخذت تلاحق أردوغان في عقر دار (بابه العالي).
إلى حضن الوطن عادت كفر نبودة فاتحة الطريق لتحرير ما بعدها، وبالمدافع الحمراء تم ترحيل المئات من الإرهابيين والعملاء والخونة إلى جهنم، ومحاولة أردوغان، لجعلها منطقة عثرة وشائكة يصعب تحرير الجيش لها من الإرهابيين، كمقدمة للانطلاق بعمق باتجاه تحرير منطقة خفض التصعيد التي تستعد للعودة أيضاً إلى حضن الوطن، لم تملأ جعبة اللص العثماني إلا بالمزيد من الفشل والانتحار والاندحار حيث أحجار الدومينو أخذت تتساقط في جبهة الشمال.
وسط هذا الإنجاز العسكري ونتائجه، وكسره لمرحلة انتظرنا معركتها طويلاً، لم نر أي ترحيب ممن يدعون سعيهم لمحاربة الإرهاب ولن نرى، لأن النفاق يسري في عروقهم ففي اندحار الإرهاب اندحار لوجودهم وتآمرهم، حتى أن الأمم المتحدة وأمينها العام غوتيريس لا يزال غافياً في الأحلام لا يسمع عن العلاقات المترابطة بين اللص والمجرم وتآمرهم على سورية، ولكنه كغيره يستيقظ عند مزاعم الكيماوي!
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 28-5-2019
رقم العدد : 16988