من رحم المعاناة من الإرهاب والمحتلين والمرتزقة والميليشيات العميلة كقسد في الجزيرة السورية ولدت المقاومة الشعبية، ومن رحم التضييق والخناق على أهلها ومستقبلهم وحياتهم أخذت تنطلق بوادر هذه المقاومة وتؤسس لمرحلة قادمة لتحرير جزيرتنا من المارقين والسارقين واللصوص والقتلة.
فتحرير الجزيرة السورية من أولئك المرتزقة بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم وطردهم منها، انطلقت ساعة صفرها بعد أن تجاوزوا الكثير من الخطوط الحمر، وهو ما أكد عليه شيوخ ووجهاء قبيلة العكيدات في ملتقاهم في دير الزور، مع تصاعد الغضب والاحتجاجات ضد الممارسات العدوانية على حياتهم.
عد عكسي بدأ بعد أن طفح الكيل الشعبي من استفزازات المحتلين، وأمعنوا في إجرامهم ووقاحتهم ولصوصيتهم وسرقاتهم، وإشعالهم لنار الفتنة، كي يسودوا في احتلالهم وإرهابهم.
أكثر ما يخافه المحتل هو توحيد المواقف والكلمة والصفوف ضده، واليوم هو أمام هذه المعادلة الشعبية التي لطالما عمل على تفرقتها وتمزيقها ليسهل عليه تحطيمها، ولكنه بدأ يخسر الرهان الذي عول عليه لاستمرار حربه واحتلاله وعدوانيته ومخططاته ولصوصيته، وهو اليوم أمام إصرار شعبي عالٍ المستوى للتنسيق والتعاون مع الجيش العربي السوري، الركيزة الأساسية لهذا الانطلاق الشعبي لمكافحة الإرهاب ولإزلال المحتلين، وطردهم وإعادة الأمن والاستقرار للجزيرة السورية، وبعد سلسلة من الإنجازات التي سطرها بواسلنا على الإرهاب الصهيوأميركي.
لا مكان لمحتل هنا هو ما بدأ المشهد الشعبي القادم من الجزيرة يرسمه، وهو ما أكدت عليه سورية في كل مواقفها ورسائلها وتصريحاتها مراراً، أن شعبنا الأصيل كفيل بطرد المحتلين ومرتزقتهم، وهو هدف مشروع وهو ما أخذ يتحقق ويبشر بانتصارات جديدة.
حدث وتعليق – فاتن حسن عادله