الاكتئاب مشكلة صحية يحتاج لعناية خاصة وفهم لجميع الجوانب المتعلقة به ومن الطبيعي ان يشعر أي شخص بالإحباط او الحزن الشديد في مرحلة من مراحل حياته و لكن الخطورة تكمن في استمرار هذا الشعور لوقت طويل وعدم القدرة على التأقلم مع واقعه والحاجة الملحة لإخضاع الشخص للعلاج.
و للأسف نجد هذه الحالة أو هذه المشكلة تتفشى بشكل كبير بين طلاب المدارس والجامعات على وجه الخصوص وتعيقهم في اداء انشطتهم اليومية خصوصاً فيما يتعلق بواجباتهم الدراسية حيث يفقد الطالب قدرته شيئاً فشيئاً على الدراسة و يسيطر عليه الحزن فيتحول الى شخص عديم الاهتمام بالحياة و تصبح الأنشطة و الأمور التي كانت مصدراً في سعادته اشياء مملة و تافهة في نظره. إذ عادة ما يرافق الاكتئاب اعراض بدنية كالشعور بالتعب والخمول والأرق وضعف في الذاكرة وانعدام الطاقة.
بالإضافة إلى النوم بصورة مستمرة و لساعات طويلة و الشعور بالألم و الصداع و قد يكون الاكتئاب سببا في جعل الآلام المزمنة اكثر حدّة ، فالمواد التي يفرزها المخ تؤثر على الشعور بالألم و الحالة النفسية معا وعادة ما يعاني الشخص المكتئب من مزاجية شديدة ويرفض المشاركة في اعمال المنزل اضافة الى اهمال نظافته الشخصية بشكل ملفت والشعور باللامبالاة وفقدان الإحساس بقيمة النفس.
و عندما يقرر الطالب ان يدرس يجلس ساعات طويلة أمام الكتاب ويقرأ دروسه مرات و مرات دون جدوى ..وبالتالي كيف لنا أن نخلص أولادنا من هذه المشكلة؟..تؤكد الدراسات النظرية والعملية ،أنه يمكن مواجهة المشكلة برؤيتها من مختلف الاتجاهات ثم اتباع الخيار المناسب لحلها، مثل الخروج من المنزل بحيث يمكن الذهاب إلى اماكن مختلفة و جديدة كالتوجه نحو مطعم لتناول وجبة لم يسبق تجربتها او الذهاب لمتنزه او شراء الملابس و العطور.
الأمر الآخر هو الابتسامة التي تحدّ من الاكتئاب حتى وإن كانت مصطنعة فهي تدخل ضمن الطاقة الإيجابية التي تؤثر على العقل الباطن ثم تنعكس على نفس الانسان .أما المشاركة فهي تساعد على التخلص من الافكار السلبية يقتضي تجنب العزلة والانخراط في المجتمع وذلك عن طريق المشاركة في مختلف الانشطة والمسابقات.
كما يمكن الابتعاد بالنفس عن التعاسة وعدم الرضا من خلال اليقين التام أن هذا الشعور يصيب الكثيرين وأن الجميع معرض له، والقيام ببعض الممارسات المفضلة مثلا مشاهدة أفلام كوميدية او مسلسلات ثم دفع الافكار السلبية .بالإضافة لأهمية التمسك بالأصدقاء والاقتراب من المحببين الذين يساعدون على تخطي الصعاب ويدعون للتفاؤل ثم الابتعاد عن الاصدقاء السيئين والذين يبثون الكآبة بالنفس.
والأهم حسب الدراسات هو الاستعداد والنهوض وعدم البقاء في مكان النوم لمدة طويلة كي لايزيد الشعور بالكآبة فالمطلوب هو تغيير مكان الجلوس من حين لآخر والقيام بالواجبات الملقاة على العاتق مع منح الجسم فترة من الراحة متمثلة في النوم لعدد ساعات كافية .مع ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم بما يعزز افراز مادة الاندروفين في الجسم والتي تزيد معدل السعادة.
علا محمد
التاريخ: الأربعاء 29-5-2019
الرقم: 16989