الملاذ الآمن بكفالة الدولة

ثمة شكوى مريرة من الغش وزيادة الأسعار عن المعيار القانوني – استناداً إلى فواتير سعر الجملة، ولهذا فإن الحل الأمثل والعملي اللجوء إلى مؤسسات الدولة، فهي تكفل سلامة المواد التي تبيع، فإذا أخذنا «السورية للتجارة» كمثال، نجد أنها تابعة لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وتلتزم بقوانينها وقراراتها وتستفيد (ويجب أن تستفيد) من مخابرها المتطورة قبل عرض أي سلعة ليست من إنتاج القطاع العام.
عمقت الحرب الإجرامية التي شنت على سورية عدم قدرة صالات السورية للتجارة (وكانت تعرف بصالات بيع الخضار والفواكه سابقاً) على تأمين احتياجاتها من إنتاج مصانع القطاع العام، وغدت مجالاً لبيع منتجات ومستوردات القطاع الخاص – للأسف الشديد.
خذوا هذا المثال: إن أرخص ليتر زيت بلدي إنتاج التجار وتوزيعهم يباع في تلك الصالات بـ ٢٢٥٠ ليرة سورية، على حين أن ليتر الزيت إنتاج السورية للتجارة يباع حسب قول السيد وزير التجارة الداخلية للسادة أعضاء مجلس الشعب -مؤخرا- بـ ١٧٢٥ ليرة سورية – الفرق كبير والمادة مضمونة لأنها بتوقيع الدولة السورية، وهذا مهم جداً جداً، وعلى ذلك قِس: الفارق في أسعار اللحوم (أرخص بألف وخمسمئة ليرة الى ألفين والزيت النباتي، الليتر من إنتاج السورية للتجارة بـ٥٢٥ ليرة. يؤكد السيد الوزير أن تلك المؤسسة التموينية ليست للربح، بل للتدخل الإيجابي ( أي لتوفير سلع بأسعار نظامية عادلة بلا أرباح فاحشة، تكون في اختيار المواطنين إذا رغبوا) وهذا هو الهد ف الأساسي منها، أي أن تكون ملاذاً يساعد ذوي الدخل المحدود، وتصون صحة الحريصين على صحتهم، ولاسيما عندما يتسوّقون منها الألبان والأجبان، ومن المفروض أن تكون قد استجرتها من مصانع الألبان الحكومية التي لا تغش الحليب بالماء والألبان والأجبان بالنشاء وبمواد ضارة لأنها رخيصة…..!
يتحدث مدير فرع السورية للتجارة في محافظة ريف دمشق عن ٩٥ مركزاً في المحافظة تمتد من بلدة سعسع إلى قارة. يعود تاريخ الصالات إلى عام ١٩٧٧ وكان عدد سكان سورية أقل من عدد سكان دمشق الآن، على حين أن عدد تلك الصالات تناقص بحدة سواء بسبب اقتصاد السوق أم الحرب على الرغم من عودة الحاجة الماسة إليها، ما يضغط باتجاه إكثارها ببنى كبرى وتطوير الأداء فيها على أساس أنها دور وطني يحمي الشعب والدولة، وهذا يتطلب الإصغاء للناس لا التعنت في رفض ملاحظاتهم لجهة تعليق مواعيد الفتح والإغلاق على الأبواب الخارجية، ولجهة الخلاص من مشاحنات الفراطة، فها هو مدير فرع المصرف المركزي في طرطوس يصرح مؤخراً أن المركزي يبدل العملة الورقية بالخمسين الحديدية لمن يشاء، ولكم بُحَّت الحناجر وهي تطالب مديري تلك الصالات بحمل حقيبة أوراق مالية واستبدالها بالخمسين الحديدية لحل مشكلة كبيرة تسيء لسمعة الصالات والعاملين فيها، وتتسبب بازدحام لا مسوغ له.
نكرّر.. إن صالات السورية للتجارة هي الحل لأسواق حضارية، وهي لا تلغي الرقابة، بل لعلها هي ذاتها بحاجة الى رقابة فعالة تسأل أين الزيت البلدي ( أبو الـ ١٧٢٥ لليتر الواحد) في تلك الصالات وتأخذ عينات وتحلل، بل إن الرقابة بإمكاناتها المتواضعة ستثبت فعالية كبرى على هذا الصعيد، وفي هذا المجال المحدود والمهم في آن معاً.

ميشيل خياط
التاريخ: الخميس 30-5-2019
الرقم: 16990

آخر الأخبار
أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية