تستمر المعاناة الحادة جداً لأهلنا في الحسكة مع انقطاع المياه عن بيوتهم منذ شهرين ، ولَم تثمر الجهود التي بذلت حتى الآن عن حل جذري للمشكلة الناجمة عن قطع المحتل التركي لمياه الشرب عنهم ،عبر إيقافه ضخ المياه من محطة # علوك القريبة من مدينة رأس العين التي احتلها العدو التركي في ت١-٢٠١٩ -ومنذ ذلك الحين ، يقوم هذا العدو ، بحجج مختلفة بإيقاف ضخ المياه من ٣٠بئراً في محطة -علوك – القريبة من مدينة رأس العين في محافظة الحسكة.
وفِي هذا الصيف اللاهب قطع المحتل التركي في ٢٧-٦-٢٠٢١ المياه ، وأوقف الضخ من محطة علوك ، وعلى الرغم من تدخل الحليف الروسي لدى الأتراك ، فإن استجابتهم بطيئة جداً ومراوغة ، إذ أعيد الضخ في ٤-٨-٢٠٢١ بشكل متقطع ، بعد غياب مطلق للمياه لمدة ٣٥-يوماً لكن الماء لم يصل الى صنابير المواطنين ، لبعد المسافة ٦٠ كم تقريباً ولضرورة تعبئة الخزانات، التي تتكفل بايصال المياه الى المدينة والقرى التابعة لها ، أي إلى مليون إنسان على الأقل ، أمضوا هذا الصيف في الحسكة ذات الحرارة المرتفعة جدا (٤٥درجة) في أغلب أيام تموز وآب .
وفي ١٤تموز الماضي، أرسل مجلس الشعب ٤٨ رسالة إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التابعة لها وإلى رؤساء اتحادات برلمانية في العالم ، يشجب فيها جريمة النظام التركي في قطع المياه عن أهلنا في الحسكة ،ووجهت وزارة الخارجية السورية عدة مذكرات إلى الأمم المتحدة علها تساهم في وضع حد لهذه الجريمة التركية النكراء ضد مليون إنسان في الحسكة ، وينجز أهلنا هناك وقفات احتجاجية بين وقت وآخر لإسماع صوتهم الى العالم ، ولكن دون جدوى .
وحفرت الحكومة السورية العديد من الآبار لتأمين المياه للغسيل والاستخدامات الاخرى ،أما مياه الشرب فتجلبها لأهلنا هناك بالصهاريج ، ويعاونهما في ذلك بعض المغتربين والهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي وعدة جمعيات خيرية ، وبنت وتبني محطات معالجة لجعل مياه الآبار صالحة للشرب ،بيد أن كل هذه الجهود لا توفر أكثر من ٣٠٠٠م٣ من المياه في اليوم ، علماً أن حاجة المليون إنسان في الحسكة هي ٨٠ ألف متر مكعب من المياه في اليوم .
تجري وقائع هذه الفاجعة الإنسانية وسط استمرار الهجمة الشرسة ، الإرهابية ، المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً، على سورية، هجمة عسكرية وسياسية واقتصادية ، تواجهها الدولة السورية ببسالة وعناد وإصرار على النصر.
وهذا النصر القادم بكل تأكيد ، يُسرعه ، تضافر جهود جميع السوريين ، ممثلين بأحزاب ومنظمات شعبية وجمعيات خيرية وتنموية ، إن الجميع يجب أن يؤرقهم أن أهلهم في الحسكة أرض الخير والعطاء ، أرض النفط والغاز والقمح والقطن والشعير ، قبل الاحتلال التركي والأمريكي لأجزاء واسعة منها ، يعانون اليوم الأمرين من انقطاع المياه عن بيوتهم ، ويجب أن يتنادوا لإيجاد وسائل للمساعدة ، ريثما تجبر تركيا على تشغيل محطة علوك .
متفائل بحل نهائي، ففي وقت سابق وقبل تحرير مدينة حلب من الاٍرهاب ، كنّا نسمع الشكايات ذاتها ، عن آلام الظهر لدى الرجال والنساء لحملهم -بيدونات -المياه لمسافات طويلة والصعود بها إلى بيوتهم في الطوابق العليا، كلما تمادى الإرهابيون في إيقاف محطة ضخ المياه (سليمان الحلبي )، وها هي حلب تحررت منذ خمس سنوات واستعادت عافيتها على صعد عديدة منها المياه وهي حياة.
ولن يطول ذاك اليوم الذي ستتحرر فيه الأجزاء المحتلة من محافظة الحسكة من الأتراك والامريكان وعملائهم وينعم أهالي الحسكة بالمياه، ويستعيدون خيرات أرضهم المعطاء وفي ذلك ازدهار سورية.
أروقة محلية – ميشيل خياط