عـــيد للـصبر

مرّ العيد بجوارها.. لم يتوقف عندها ولم يفكر بأن يجبر خاطرها.. فلا زالت على قارعة ذاك الطريق…. حيث العشب الأخضر الذي تحول إلى أصفر كاد أن يغطي وجهها الذي لونته شمس فصولنا وهي جالسة تعاتب الزمان.. فبالكاد تستطيع أن تميز وجودها بين شقائق النعمان والورد الأبيض ذي اللب الأصفر.. الذي طالما حملناه في مراهقتنا نحاول أن نسأله عن أحدهم إن كان يحبنا أم.. لا.. فمع كل ورقة كنا نكرر السؤال ذاته: يحبني.. أم.. لا يحبني.. ومع آخر ورقة يكون الجواب.. نحاول طمأنة أنفسنا.. غير آبهين بورود ماتت كي تسعدنا.. هي ذاتها الورود التي تُسأل على مرّ السنين وتجيب من دون كلل أو ملل من سخف الأسئلة.. ومن التكرار.. ولكن اليوم حالها مختلف والحزن باد.. والألم يسقط أورقتها.. فالسؤال اليوم مختلف.
اليوم أم حسين هي من تسأل.. تسألها عن أولادها.. فالورقة الأولى تجيب بنعم.. تسرّ أم حسين.. لكن سرعان ما تعترض الثانية لتقول لا.. وهكذا حتى مات العديد من الورد من دون أن يستطيع أن يجيبها بما يفرح قلبها في هذا اليوم.. إنه اليوم الذي كان من المفترض أن تجتمع فيه مع أحمد وهاني وحسين.. ولكنه مرّ بصمت من جوارها.. ناكثاً بوعود كان قد قطعها.
حسين كان قد وعدها بشالٍ أبيض.. تشكو حزنها للورد الأبيض والدموع تسبق يدها التي تنزع الورقات التي أنساها ألم أم حسين ألام السقوط فتقول: صوت ضحتكه يرن في أذني وهو يقول (بدنا نرجعك عروس) (يا حبيبي يا حسين وين الشال الأبيض يا حسين) والله ما بدي غير أنتو تكونوا معي.
(وأنت يا هاني وعدتني بموبايل شوف فيه صورتك وأنت بعيد )والله صورتكم محفورة بالقلب يا غوالي.. أما أحمد وهو صغير إخوته هو الحزن الذي علا صوته في قلبها.. حزن رافق سؤالاً أمات العدد الأكبر من الوردات البيض ذوات اللب الأصفر.. وإلى الآن تنظر رداً.. إن كان أحمد سيأتي اليوم.. أم غيبته أيادي الموت.. فعيد الأم اليوم وهديتها منه زفافه الذي لازالت تنتظر.. تنتظر أجمل الهدايا من نور عيونها الذي أطفأ انتظاره نورهما.
تتساقط أوراق الورود بصمت خجلة أمام صبر أم حسين على ألمها وحزنها.. وتمسكها بالأمل مع مرور هذا الوقت الطويل من دون يأس فاليأس فاوضت عليه فباعته مقابل شبابها ونور عيونها.. فلا حياة مع اليأس..فالحياة عمادها الأمل.. هو ذاته الأمل الذي أمات الغصة في قلب أم حسين.
حال أم حسين كحال الكثير من الأمهات السوريات.. الصبر والأمل والصمود هي ما تمسي وتصبح عليه.. و كل عيد يمر لم يحمل لهن من الهدايا إلا الذكريات.
فكل عام والصبر مجمل لكم والسلوان رفيق قلوبكم أمهاتنا رمز النضال

زهور نجيب المحمد
التاريخ: الجمعة 7-6-2019
الرقم: 16996

 

 

آخر الأخبار
70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس حمص.. حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال تستهدف ١٤٣١٤ طفلاً الخليفي: قطر ستناقش مع واشنطن تخفيف وإزالة العقوبات عن سوريا 4 آلاف معلم ومعلمة في إدلب يطالبون بعودتهم للعمل تأهيل محطة مياه الصالحية.. وصيانة مجموعات الضخ في البوكمال بدء التقدم للمفاضلة الموحدة لخريجي الكليات الطبية والهندسية "العمران العربي بين التدمير وإعادة الإعمار" في جامعة حمص توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم منح دراسية تركية لطلاب الدراسات العليا "التعليم العالي".. "إحياء وتأهيل المباني والمواقع التاريخية" "مياه اللاذقية"... إصلاحات متفرقة بالمدينة "صحة اللاذقية": حملة تعزيز اللقاح تستهدف أكثر من 115 ألف طفل تفعيل عمل عيادة الجراحة في مستشفى درعا الوطني "المستشفى الوطني بحماة".. إطلاق قسم لعلاج الكلى بتكلفة 200 ألف دولار إطلاق حملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال بالقنيطرة الألغام تواصل حصد الأرواح.. رسالة من وزارة الدفاع للسوريين حول الملف الصعب وطويل الأمد صندوق النقد والبنك الدوليين يبحثان استعادة الدعم لسوريا سفير سوداني: نعارض أيّ شكلٍ من أشكال تهجير الفلسطينيين