ملحق ثقافي..د. سلوى الحلو:
في طريق عودتي من البلدة شد ناظري ذلك السهم الذي طالما مررت به. إنه يشير إلى مقام شيخ جليل. قرأته اليوم بمشاعر غريبة لم أستطع أن أكبح جماحها.. مشاعر غافلتني وشدتني بحبال متينة إلى جدتي، فتطلعت بإيمان عينيها، وما لبثت أن نطقت بدعوات تشبه دعوات أمي. تعجبت من نفسي ولم أصدق ما الذي حلّ بي؟ تخيلت أنني أراهما في صورتي. ما الذي حدث، وما هذا السرّ بين الخلف والسلف؟ كيف لهذا المكان أن يخترق لحظة الزمان ويجمعني شعورا بينهما؟
هل تأملت الحب وكم يشابه الأم؟
فوجوده كانتمائك لها.. تتململ منه حيناً وتوله فيه أحياناً، وتظننّ أنه منك وإليك. ولكن مهلاً.. ستشعر يوماً بالروح وهي تنزوي خاويةً عند فقدانه.
مهما حاولوا أن يطفئوا نار المحبة سنشعلها بالحب.. فالحب قوة عظمى، برحمته نعيش، بقوته نبني، وبظله نكون إلى الله أقرب.
الأمل يشتبك مع جرح الواقع لنكون فيه أنا وأنت. فكفكف لي دموعي واعتق لي جروحي، لعلنا نشفى ونعود كما كنا أنت وأنا.
التاريخ11-6-2019
رقم العدد:16997