عيون حائرة.. دامعة… خائفة… حنونة..هي عيون أمهات افترشن رصيف المراكز الامتحانية ووقفن على أبوابها ينتظرن خروج أولادهن من قاعات الامتحان والاطمئنان على اجتيازهم إحدى الخطوات نحو مستقبلهم.
بمشهد يومي وقفت الأمهات لساعة أو أكثر ينتظرن أولادهن المتقدمين لامتحان زرع القلق والتوتر في نفس الأهل أكثر من الأبناء.. يتبادلن الحديث كيف تعبت كل واحدة لتقديم الأفضل لولدها وعن الدروس والمنهاج لدرجة توحي للسامع أنهن سيتقدمن للامتحان بعد قليل.. امتلكن مفاتيح المنهاج الدراسي وتحدثن في أبحاث ودروس تلك المادة التي يُمتحن فيها أبنائهن.. وخوفهن وقلقهن جاوز حدود خوف وقلق الطلاب الخاضعين للامتحان.
عند سؤالهن عن ضرورة مرافقة الابن أو الابنة يوم الامتحان كانت إجاباتهن: «لو أنني أنا من أتقدم للامتحان لكان الأمر أهون»..
بعد مرور وقت لبدء الامتحان تتوجه عيون تلك الأمهات وخفقات قلوبهن إلى باب المدرسة ليخرج أي طالب من ذاك الباب الذي فيه خروج للمستقبل لتسارع الأمهات ، ويشكلن حوله طوقاً حنوناً فيه قلق وخوف الأرض ويبادرن بالسؤال عن الأسئلة والمراقبة والحالة العامة للأجواء الامتحانية علّها تحصل على القليل من الطمأنينة على من تنتظره إلى حين خروجه من امتحانه.
أسئلتهن تلك قلقة وحائرة وغير شافية ولكنها كافية لإخماد نار القلق والخوف التي تحيط بتلك الأم تعبر عنها عيونها الدامعة وصوتها الخافت ودعواتها الصادقة..
مع توالي أيام الامتحانات يتكرر المشهد يومياً على أبواب المراكز الامتحانية والسبب في ذلك أن الامتحانات كانت ومازالت من أثقل الأمور التي تمر بحياة الطالب وأسرته ترافقها حالة من القلق والخوف والتوتر على الأبناء وهي حالة طبيعية يولدها دافع المتابعة والتربية والتحصيل العلمي لمستقبل أولئك الأبناء.
والأهم أن تدرك تلك الأم أنها قدمت مابوسعها.. تعبت وسهرت وتابعت دراسياً وصحياً ونفسياً ولدها المقبل على الامتحان، واليوم يتقدم لامتحانه بوابة مستقبله وعليك أيتها الأم الثقة بنفسك وبث روح الثقة في الأبناء لتنعكس على مستقبلهم نجاحاً ،لذلك لابد من اتقان مهارات الدعم الإيجابي والتعزيز المعنوي لأولئك الطلاب.
وتذكروا جميعاً عندما كنا في تلك المرحلة العمرية هل كنا من المتميزين دائماً، ومن كان المحفز على التفوق هل الخوف أم المنافسة، أم الثقة بالنفس، أم متابعة الدراسة بشكل يومي وجهد مضاعف، والنتيجة نحتاج لتلك الخطوات لنحقق النجاح والتفوق شكراً لتلك الأمهات اللواتي يقفن بجانب أولادهن في كل زمان ومكان..
الحصول على علامات عالية والتفوق هدف الجميع، ولكن إن لم يحصل ذلك في مادة من المقررات فلا تسخروا من ذاك الطالب ولا تعاقبوه كي لا يفقد ثقته بنفسه ولنحاول إدخال الهدوء إليه وتحفيزه للتعويض في مقرر آخر، ولنوضح له أن هذا امتحان بسيط وصغير، وأن هنالك أشياء مهمة في الحياة والامتحانات والاختبارات ترافقنا طيلة حياتنا.
الأمومة عنوان وليست صفة.. دموعكن غالية وتلك النظرة القلقة والتوتر ستكون غيثاً يروي عطش الطلاب للتفوق.. لن تخيب الظنون بهم.. وذاك الاستحقاق كبير لكل حسب فئته العمرية.. وسيتفوق كل في مجاله وشعارنا جميعاً بناء سورية المتجددة.
إليكن كل التحية والدعاء بالنجاح لطلابنا.. نجاحكم نصر جديد تحققونه وخطوة لمستقبل تحلمون به.
خلود حكمت شحادة
التاريخ: الثلاثاء 18-6-2019
الرقم: 17003