ترامب ومعه النظام التركي يلهثان جاهدين لقلب المعادلة التي فرضها الجيش العربي السوري في معظم الجغرافيا السورية، ولاسيما في ريفي إدلب وحماة.. يسابقان الريح علّهما يظفران بورقة يستثمرانها.. يجهدان نفسيهما في اختراع كل ما من شأنه إنقاذ مشاريعهما ومخططاتها الإرهابية والانفصالية والتقسيمية المشبوهة.
مسؤولو الإدارة الأميركية الاستعمارية يفعلون كل شيء للخروج من عنق الزجاجة التي أتخمت بهزائم أدواتهم الميدانية وإفلاسهم السياسي.. يسرّبون خطط نشر قوات بريطانية وفرنسية بديلة عن قواتهم المأزومة في الجزيرة السورية بعد رفض ألمانيا لمطلبهم، ويروّجون من جديد للمنطقة الآمنة المزعومة التي قلب موازين وجودها المشهد الميداني الذي خطه الجيش العربي السوري ونجاحات الدولة السياسية.
يحبس رعاة الإرهاب أنفاسهم كلّما تقدّم الجيش العربي السوري خطوة إلى الأمام في دحر الإرهاب، ويقومون بالتنسيق مع بقية أقطاب منظومة العدوان لنشر المزيد من الفوضى الهدامة تحت شعار مكافحة الإرهاب المزعومة.
يستحضرون كل مخططات الغزو والاحتلال الشيطانية للمنطقة برمتها، ويسيرون على خطا توتير أوضاعها وإشعال برميل البارود فيها.. يروّجون لسيناريوهات الكيماوي المفبركة في سورية حيناً، وعن قرب صدور اتهاماتها الباطلة حيناً آخر، ويقومون بمزيد من التدريب للإرهابيين بعد أن فشلت مراهناتهم على إيقاف عجلة تقدّم الجيش العربي السوري.
يواصلون سياسات التدمير العدوانية، ويدخلون الكيان الإسرائيلي على خط العدوان المباشر كلما دخلوا في النفق المظلم وعلقوا في عنق الزجاجة، يمارسون البلطجة وأساليب التجويع والإرهاب في مخيم الركبان وبقية مخيمات اللجوء تحت شعارات حقوق الإنسان المزيفة.
هدفهم الفوضى الهدامة والاستثمار قدر الإمكان في الإرهاب وليس عودة الاستقرار والأمان إلى سورية، ولا يهمهم أمر عودة المهجرين واللاجئين، ولا يعنيهم الحل السياسي، بل إطالة أمد الأزمة حتى تتحقق أجنداتهم الاستعمارية، لا يقيمون أي اعتبار للحياة الإنسانية ولا للقوانين والشرائع الدولية، ويتاجرون بالإنسانية والقوانين الدولية ليل نهار.
إنها مناورات الرمق الأخير لتغيير المعادلات التي فرضتها الدولة السورية دون أن يدركوا أن الإصرار السوري على متابعة مسيرة تحرير الأرض باق ما بقيت الأرض، وأن استكمال تطهير كل التراب السوري من رجس الإرهاب ومشغليه لن يتوقف مهما كان الثمن.
كتب أحمد حمادة
التاريخ: الخميس 18-7-2019
رقم العدد : 17027