الثورة
وصل وفد رسمي من وزارة الدفاع برئاسة رئيس هيئة الأركان العامة اللواء علي النعسان إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث كان في استقباله نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، في إطار جهود تعزيز التعاون العسكري وتطوير آليات التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين.
وسبق أن أكدت القيادة السورية أن أي تعاون مع روسيا سيخضع لمراجعة شاملة للاتفاقيات السابقة، خصوصاً تلك التي لم تحقق المصلحة الوطنية أو اتسمت بالغموض، مشددة على أن الشراكة المستقبلية يجب أن تنسجم مع أولويات الشعب السوري ومصالحه العليا.
مصادر سياسية في دمشق أوضحت أن الرؤية السورية الجديدة تقوم على بناء علاقة شفافة وواضحة مع موسكو، تقوم على الاعتراف الكامل بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وكان شدد وزير الخارجية أسعد الشيباني على أن أي وجود أجنبي في سوريا ينبغي أن يهدف إلى دعم الشعب السوري في بناء مستقبله، وليس تحقيق مصالح خاصة، مؤكداً أن دمشق وموسكو قادرتان على إقامة علاقة عادلة ومتوازنة.
وتأتي هذه الزيارة بعد زيارة هامة إلى موسكو نهاية يوليو الماضي، شارك فيها وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبوقصرة، حيث عقدا سلسلة من اللقاءات مع كبار المسؤولين الروس، وتركزت المباحثات حينها على ملفات الاقتصاد والدفاع والسياسة وإعادة الإعمار. وخلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق مع وزير الخارجية أسعد الشيباني، شدد نوفاك على أن المرحلة المقبلة تمثل “فتح صفحة جديدة” بين البلدين، وأن التعاون المستقبلي سيقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، كما أوضح أن الوفد الروسي الذي وصل إلى دمشق مؤخراً ضم وزراء ومسؤولين عسكريين ودبلوماسيين لإجراء مباحثات موسعة شملت ملفات حيوية، في مقدمتها الاقتصاد والدفاع والسياسة.
ويشير اللقاء بين رئيس هيئة الأركان السوري ونائب وزير الدفاع الروسي، إلى أن التنسيق العسكري مازال محورياً في العلاقة بين البلدين، سواء في ملف إعادة هيكلة الجيش أو في تبادل الخبرات والتسليح. كما أن مراجعة الاتفاقيات السابقة تحمل دلالة على أن دمشق تريد التخلص من القيود التي فُرضت عليها سابقاً، مثل عقود السلاح أو القواعد العسكرية، لتعيد صياغة التعاون على أسس جديدة أكثر شفافية وتوافقاً مع سيادة الدولة. وتعكس الزيارة أن سوريا بعد سقوط النظام السابق لم تعد في موقع التابع، بل في موقع من يسعى لصياغة علاقة متوازنة مع القوى الكبرى، ومن جانبها موسكو بحاجة إلى الحفاظ على موطئ قدم استراتيجي في سوريا، خصوصاً مع الانفتاح العربي والدولي على دمشق الجديدة.